حذر مفكرون ودعاة حكومة الفتنة في الدوحة من مغبة الجرأة والحقارة التي تمارسها، الأمر الذي لم يصل إليه حتى أعداء الإسلام، وهو المطالبة بتدويل الحرمين الشريفين، وهو مطلب بعيد المنال عن كل ناعق وخسيس، عدد من يخدم بيت الله أثناء الحج من القطاعات الحكومية والعسكرية أكثر من تعداد سكان قطر. وقال المفكر الإسلامي أستاذ الدعوة بالجامعة الإسلامية أ. د. غازي العارضي: حين تنقلب الموازين، وتختل المعايير، وتخرج المكائد من رحم الخصومات، تزل أقدام وتضل أفهام، وليس بعيداً عن هذا المهيع الآسن العجلة الغريبة، واستباق الأحداث قبل أوانها بالجعجعة القطرية بلا طحين، حين زعمت كذباً وزوراً عرقلة المملكة للحجاج القطريين، مما جعلها تقفز فوق الحواجز المنطقية والحقائق الموضوعية، وتدعو بصورة فجة إلى تدويل الحرمين، ونزع ولايتها من دولة يشهد التاريخ والواقع بتسخيرها لجميع إمكانياتها من عمارة ورعاية وحماية للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، بما لم يعرف له مثيل في التاريخ. وأضاف: إن قطر بهذا الصنيع المستغرب والمستنكر من دولة شقيقة تحذو القذة بالقذة حذو قتلة الحجيج ومفجري المشاعر ومثيري الشغب من ذوي الإرث القرمطي والباطني المتمثل في دولة الخرافة والدجل والشعوذة، التي يقودها الملالي المتعصبون، وإن رفع الدوحة للشعار الإيراني الوقح، ما هو إلا شنشنة نعرفها من أخزم، وتقليد أخرق لن يلق أذاناً صاغية من العالم فضلاً عن العالم السني العريض، الذي ينظر إلى المملكة وقادتها الميامين بأنهم الذادة والحماة والرعاة الحقيقيون لهذه البلاد المقدسة، ولن تنطلي هذه الدعاية والبضاعة الإيرانية والقطرية المزجاة على أحد، وهم يَرَوْن بأم أعينهم في كل عام ما لا يرونه في العام الفارط من تقدم وتطوير لجميع مرافق المشاعر المقدسة. وتابع: إن هذه الدعوة البائسة لن تكون سوى زوبعة في فنجان مصيرها الفشل الذريع كسابقتها، مهما استخدمت فيها وسائل الإعلام بضجيجها وبريقها، كما قال تعالى (فأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض) وكما قال الأعشى: كناطحِ صخرةً يوماً ليوهنها فلم يَضِرها وأوهى قرنه الوَعِل فلترعوي الحكومة القطرية وإعلامها عن هذا السفه الأخرق، وتضع يدها بيد شقيقتها الكبرى المملكة العربية السعودية، فإن الاعتراف بالحق خير من التمادي في الباطل. وقال الباحث د. محمد الذبياني لم تتوقف قطر عن غيها فكل يوم هي في شأن، فتارة تشكو حصاراً زائفاً، وتارة تلبس ثياب الحمل الوديع متبرئة من وصمها بالإرهاب، ووزير خارجيتها لم يترك مكاناً في العالم إلا وتقيأ به زوراً وبهتاناً ببعض أكاذيبه وبهتانه، بل أكاد أجزم أنه الوزير الوحيد الذي جال الدنيا ولم يظفر بشيء، ولم تقف ترهات المسؤولين في قطر عند هذا الحد، بل وصلت بهم الجرأة والحقارة لأمر لم يصل إليه حتى أعداء الإسلام وهو المطالبة بتدويل الحرمين، وهذا والله من المضحك المبكي، فالحرمان الشريفان بعيدا المنال عن كل ناعق وخسيس، فلقد تشرف حكام المملكة العربية السعودية بأن يكونوا خداماً لهما، بل ويفتخرون بذلك وكلنا يعلم مدى ما تقدمه بلادنا الغالية من جهد واهتمام بحجاج بيت الله الحرام وزائري مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأضاف: إن عدد من يخدم بيت الله أثناء الحج من القطاعات الحكومية والعسكرية أكثر من تعداد سكان قطر، فوا أسفا على شعب قطر أن تسوقهم قطعان مدجنة ومطرودة من بلادها لا تتقن إلا الخراب والدمار. وتابع: إن تدويل الحرمين الشريفين بعيد حتى عن أحلام من نادى بذلك فللحرمين رجال يستطيعون حمايتهما ولا يحتاجون للاستعانة بجنود مأجورة أو بقواعد يتمترسون من ورائها، ونقولها لقطر ولكل الدنيا: لقد قيض الله لهذه البلاد حكاماً وملوكاً يحكمون بالشريعة السمحة أخذوا على عواتقهم خدمة الحرمين ونشر الإسلام الصحيح في كل أرجاء الدنيا ولا نرضى بهم بديلاً، ونحن على العهد معهم في المنشط والمكره. د. محمد الذبياني