جاء تقرير وزارة الخارجية الأمريكية السنوي لعام 2016 تأكيدا للمؤكد، حيال الجهود الجبارة التي بذلتها المملكة لمكافحة الإرهاب وبناء وتعزيز قدراتها لاجتثاثه من جذوره وتجفيف منابعه والايديولوجيات المتطرفة العنيفة. كما أرسل تقرير الخارجية رسالة عالمية أنه بالرغم من الهجمات التي استهدفت المملكة، إلا أنها حافظت على وتيرة عالية لمكافحة الإرهاب، هذه الآفة تمكنت السعودية من التعامل معها بقوة وحزم بلا هوادة، سواء عبر الضربات الاستباقية أو من خلال تعاونها مع التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب وعبر التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب الذي تقوده بامتياز. تقرير الخارجية الأمريكية الذي يقدم التقييم السنوي الصادر عن الوزارة للاتجاهات والأحداث في مجال الإرهاب الدولي يجسد طبيعة تعامل السعودية الحازم مع آفة الإرهاب؛ إذ لعبت الرياض التي تعتبر عضوا رئيسيا ومشاركا نشطا في التحالف العالمي لمحاربة تنظيم داعش دورا إستراتيجيا في دعم جهود مكافحة الإرهاب، سواء في العراق أو سورية، ومنع تمويل التنظيمات الإرهابية. ولم تكتف السعودية بذلك، بل تم افتتاح مركز «اعتدال» لمكافحة التطرف في الرياض في ختام القمة العربية الإسلامية الأمريكية في شهر مايو، ويهدف المركز لوقف انتشار الأفكار المتطرفة، ويعتمد على نظام حوكمة رفيع المستوى ويعمل فيه خبراء ومختصون في مكافحة التطرف. ويرصد مركز مكافحة التطرف، اللغات واللهجات الأكثر شيوعا لدى المتطرفين، وأسس مركز اعتدال العالمي والذي تم افتتاحه خلال قمم «العزم يجمعنا» في الرياض في شهر مايو منذ توسع تنظيم «داعش» في العراق وسورية، وقادت المملكة مشروع تأسيس التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب، بهدفه قيادة الحرب ضد قوى التطرف والظلام التي شوهت الصورة الحقيقية للدين الإسلامي. لقد استشعرت المملكة مبكرا أهمية وجوب تطوير إستراتيجية خاصة لمكافحة الإرهاب وسارت في عدة مسارات لتطوير إستراتيجيتها الخاصة للتعامل مع الإرهاب عسكريا وفكريا وأمنيا وإعلاميا، وعلى رأس هذه الإستراتيجية تطوير القدرات الأمنية والاستخباراتية لضمان حماية المواطن ومؤسسات الدولة من تهديدات الهجمات الإرهابية. تقرير الخارجية الأمريكية رسالة إضافية واعتراف بالجهود المضنية التي بذلتها السعودية لمكافحة الإرهاب، هذه الآفة التي ستعمل الرياض على اجتثاثها من جذورها؛ لأن الاعتدال والتسامح هو رسالتنا العالمية.. واجتثاث الإرهاب منهجنا.