أرسلت السعودية رسالة واضحة وشفافة للعالم في قمة العشرين التي اختتمت أعمالها أمس (السبت) في هامبورغ، مفادها «أن الإرهاب لا دين له، وهو جريمة تستهدف العالم أجمع لا تفرق بين الأديان والأعراق.. رسالة المملكة العالمية تجسدت في تبني الرياض إستراتيجية شاملة لاجتثاث الإرهاب، وقرنت الأقوال بالأفعال، عبر إقرارها أنظمة تجرم الإرهاب ومموليه والمحرضين عليه، فضلا عن تجريم السفر لمناطق الصراع، إضافة إلى اتخاذها حزمة من الإجراءات الرقابية الصارمة على العمليات والتحويلات المالية». كلمة السعودية في قمة العشرين التي ألقاها وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور إبراهيم العساف رسمت خريطة طريق عالمية لمكافحة الإرهاب والتطرف، إذ قدمت الرياض نموذجا مشرفا، ليس فقط في القضاء على خلايا الإرهاب فحسب، بل وتعزيز قيم الاعتدال والتسامح والوسطية والاعتدال، إذ أطلقت المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال) بمشاركة الرئيس الأمريكي ترمب في القمة العربية الإسلامية الأمريكية أخيرا.. الرياض في حربها على الإرهاب أجهضت جميع مصادر ووسائل وقنوات تمويل الإرهاب، وساهمت في إيجاد فرص العمل للشباب، باعتباره أفضل الطرق لتعظيم مساهمتهم والابتعاد بهم عن أفكار التطرف والإرهاب. السعودية التي تعتبر نموذجا مثاليا لمكافحة الإرهاب كانت ولاتزال هدفا للمنظمات الإرهابية والدول الداعمة للإرهاب، مثل النظام الإيراني والميليشيات الطائفية وتنظيم «داعش»، وتعرضت لتهديد الإرهاب المباشر وغير المباشر والمتعدد المصادر، إلا أنها تمكنت من كسر ظهر الإرهاب ولجم حواضنه في اليمن ووقف تمدد الفكر الإرهابي الطائفي الإيراني، وتعمل بشكل وثيق ومنسق مع المجتمع الدولي لمحاربة الإرهاب وتتبع الإرهابيين ومنظماته، وتجفيف منابع تمويله، ومحاربة التطرّف. وأضحت المملكة مشاركة بفاعلية في التحالف الدولي لمحاربة «داعش» وبقوة، كما شكلت التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب، إلى جانب، دفعها في إطلاق مركز الأممالمتحدة لمحاربة الإرهاب ودعمته بمبلغ 110 ملايين دولار أمريكي، جعلت منها قائدة ورائدة في المعركة العالمية والإقليمية والخليجية لمكافحة الإرهاب. ولم تكتف السعودية بذلك، بل فرضت عقوبات على الأفراد والمنظمات التي تمول الإرهاب والمحددة من مجلس الأمن. السعودية ستستمر في جهودها لمكافحة الإرهاب، باعتبارها مسؤولية مباشرة وجماعية في إطار المجتمع الدولي... وستُقطع رأس أفعى الإرهاب وحواضنه في المنطقة عاجلا أو آجلا.