استبعد رئيس تحرير الزميلة «الوطن» الدكتور عثمان الصيني تغيير قطر لسياستها ما لم تبدأ من الصفر، وأرجع ذلك إلى البنية الأساسية التي قام عليها تخطيط «الحمدين» في التحالف مع الإخوان المسلمين الذي يعد فيه القرضاوي مجرّد أداة وصورة كما كان محمد بديع مجرد صورة لخيرت الشاطر والبلتاجي. وأضاف في المحاضرة التي قدمها في «أدبي أبها» عن «الأزمة القطرية: أسبابها وتداعياتها» وأدارها الكاتب في الزميلة «الحياة» علي القاسمي، بأن أجزاء متفرقة من تاريخ دولة قطر تحمل «عقدة آل ثاني» ولديها ولع بالزعامة التي بدأت مع الإمارات التسع المتصالحة قبل أن تستقل البحرينوالإمارات السبع في دولة الإمارات العربية المتحدة. وقطر التي لم تكن ككل دول العالم تنسى المعارك والمناحرات مع حركة التمدن وتندمج في دولة، واستشهد بالملك عبدالعزيز الذي دمج كل الكيانات السياسية والقبائل المتناحرة في دولة. وأكد الصيني أنّ التنازل الصوري في حكم قطر بدأ بتنازل قاسم بن حمد صورياً لأخيه عبدالرحمن، لكنه بقي يحكم من الخلف كما يفعل اليوم «حمد بن خليفة» مع ابنه «تميم». واستعرض الصيني في محاضرته أجزاء من المكائد التي تمارسها قطر على السعودية ابتداء بقناة «الجزيرة» التي حولها «حمد بن خليفة» في عام 2003 إلى قناة سياسية واشتغل عليها «وضاح خنفر» قبل أن تفضحه وثائق ويكليكس، إضافة إلى منصات التواصل ك«مجتهد» الذي نعلم جميعا أنه ليس حسابا يملكه شخص، ولكنه يدار بجهاز كامل مصدره قطر، وكل المعلومات التي يتم تسريبها تخرج من مكتب «حمد بن خليفة»، وسعد الفقيه مجرد أداة في أيديهم. وأثنى الصيني على دور الإعلام السعودي الذي وصفه في هذه الأزمة بأنه إعلام يوجع؛ إذ لم يكن إعلاماً منفلتاً كما يصفه بعض المتابعين، بل كان إعلاماً موجعاً يستخدم لغة قوية تُعرّف بعض الناس الذين يجهلون هذه الأشياء بما يجب أن يعرفوه، فالقاتل والخائن لا يمكن أن تستخدم معهما أسلوباً مغايراً لأسلوبهما، لكنه نفى أن تكون كل الوسائل الإعلامية السعودية بنفس الوتيرة. واعترف الصيني بأن الإعلام السعودي في السنوات الماضية كان ضعيفاً، واستشهد بما قاله الأمير نايف بن عبدالعزيز (يرحمه الله) من أنّ الإعلام السعودي لا يتوازى مع حجم المملكة، وحمّل الصيني الوزارة والإعلام مسؤولية الضعف التي وصفها بأنها مشتركة.