عند تسليم الأمير الوالد حمد بن خليفة مقاليد السلطة إلى ابنه تميم عام 2013، لاحت في الأفق فرصة جديدة للإمارة الخليجية الصغيرة بفتح صفحة بيضاء مع جيرانها الخليجيين الذين عانوا من نار سياسات والده في العقدين الماضيين، بيد أن تقارير أمريكية أشارت إلى أن «الأمير الجديد» أضحى «مكبل اليدين» بسلطة تحكم «من وراء العرش». وتؤكد «بلومبيرغ» الأمريكية أن تولي تميم للسلطة فتح آمالاً بفتح «صفحة جديدة» وتغير مواقفها التي أغضبت جيرانها وحلفاءها، خصوصا فيما يتعلق بدعم الإخوان، لكن هذا «كله لم يتغير»، بل قاد الدوحة إلى عزلة كبيرة دخلت في أسبوعها الخامس على يد الدول الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات ومصر والبحرين). وتابعت بلومبيرغ أنه «لم يتغير أي شيء في سياسات قطر، فالأمير الأب لا يزال يتحكم في الأمور»، ونقلت عن رئيس معهد المشرق للشؤون الإستراتيجية في بيروت سامي نادر، قوله إن «الأمير تميم يدفع ثمن الحفاظ على سياسات والده، رغم أنه أعطى انطباعا بأنه سيعيد صياغة سياسات قطر، ولكن الأزمة أظهرت أن سياسات الأب لا تزال راسخة تماما». ونشرت وسائل إعلام قطرية صوراً تجمع الأمير الأب (65 عاما) مع ابنه تميم لتصوير الاحترام المتبادل بين العائلة الحاكمة، والتي تعزز من فكرة أن الشيخ حمد بن خليفة، لا يزال يسيطر على البلاد، بحسب «بلومبيرغ». ونقلت ما كتبه الكاتب حسين شبكشي، بأن «الأمير تميم مكبل اليدين من قبل الأب، ويتعرض لضغوط شديدة تسير على نفس نهج النظام السابق، ليتحول إلى نسخة من والده». وأشارت «بلومبيرغ» إلى أن الشيخ حمد ظل مختفيا بصورة كبيرة عن الإعلام، منذ تنازله، ولم يظهر إلا في مرات نادرة، لكن هذا ليس دليلا على عدم سيطرته على الحكم. وقالت الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط بشركة «ستراتفور» الاستشارية إيميلي هورثورن: «لا يزال الأمير الوالد له حضور مؤثر حتى الآن في الدوحة». وتطرقت الشبكة إلى جانب من التاريخ السياسي المتناقض لأمير قطر السابق، مشيرة إلى أنه صنع علاقات «مع الجميع»، بما في ذلك حزب الله المدعوم من إيران وحركة حماس وإسرائيل التي فتح لها مكتبا تجاريا بالدوحة.