عنوان المقال هو ما ينطبق على حكام قطر، فأقوالهم تختلف عن أفعالهم، والشواهد كثيرة حينما يتم الاتفاق بين قادة دول مجلس التعاون الخليجي على سياسات وإجراءات معينة، والهدف منها حفظ الكيان الخليجي من الأخطار التي تُحيق به، ونتفاجأ دوماً بخروجهم عن هذا الإجماع، حتى اعتاد الجميع على الشذ لديهم، ويلحقه تقديم تبريرات سقيمة منهم عما يفعلونه. نعرف أن لكل دولة الحق في المحافظة على سيادتها، وعمل ما تراه في إدارة أمورها، ولكن في الحالة الخليجية الجميع في قارب واحد، وأي مخالف للركب الخليجي يتسبب بقصد أو دون قصد من تهديد أمنها ويكون ذلك ثغرة ينفذ منها أعداؤها، وهذا الذي لم يعه حكام قطر حتى الآن، ولا أعرف لماذا؟ إن قيادة المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين قيادات واعية تتصف بالاتزان والحكمة ولا يمكن أن تلجأ إلى ما اتخذته من قرارات تجاه قطر، إلا بعد تأكدها أن تصرفات الدوحة وسلوكها أصبحت تشكل خطرا على أمن الخليج وذلك بطيش مغامراتها، ومنها أيضا عدم الاستماع من قبل القائمين على الأمر في قطر إلى النصح فيما يتعلق بسياساتها غير المقبولة، والتي تسببت بشرخ في الجسد الخليجي، والغريب أنه بعد المقاطعة الخليجية والعربية معها بدأت أبواق قطر الإعلامية والمسؤولون فيها والمحسوبون عليها، رفع شعارات الأخوة والجيرة والمصير المشترك، أين كانت تلك الشعارات عندما لعبتم أدواركم في ما يطلق بالربيع العربي وقبلها بمدة طويلة، ونتج عن ذلك أنكم شجّعتم قوى الشر للعبث في البلدان العربية وعلى رأسها مصر، ولم توفروا حتى إخوانكم في الخليج، وأحداث البحرين والعمليات الإرهابية في السعودية ليست ببعيدة، وما تقومون به الآن في خضم الأزمة الراهنة وهو القيام بالاستقواء بإيران وغيرها ففي أي خانة نضعه يا حكام قطر، إن المشاريع الوهمية سوف تنتهي بالنعيق عليها، وهي ركام أمام نظر المتوهم يا شيوخ قطر، ومُنذُ صارت دوحتكم مرتعا لكل وصولي وأفّاق ومرتزق والذين لا يتورعون عن نفث سمومهم في الشأن الخليجي هل هذا ما تصبون إليه؟ إن جماعة الإخوان وما يدور في فلكهم لن يكونوا أرحم بكم من إخوانكم في دول الخليج، فعودوا إلى أرضكم وأهلكم الطيبين قبل أن يبتلعكم موج إيران وظلام الإرهاب. [email protected]