جنّدت دولة قطر كتائب إلكترونية، واشترت دعاة مؤدلجين وصحفيين للتشكيك في الإعلام السعودي، والانقضاض على السلطة الرابعة، والتي قامت بدورها التاريخي في فضح هذه الممارسات المتطرفة، وكانت «عكاظ» بالمرصاد، إذ كشفت مخططاتهم، وواجهتهم بكل شجاعة، ومارست دورها التنويري في إزالة النقاب عن الحركيين المتخفين تحت هذه الجماعات المتشددة. ولم تفتأ الحسابات المشبوهة، ودعاة الظلام في محاولة ضرب «عكاظ» التي رأوا فيها قائداً للتنوير في المجتمع السعودي، إذ قاموا بتوجيه رسائل تهديدية وتحريضية على الصحيفة، كما حاولوا أن يخترقوا موقعها الإلكتروني، لكن كل هذه المحاولات البائسة، لم تزدهم إلا غبناً وقهراً، حتى كشفت الأيام ما وراءها، وصنفت الجماعة التي ينضوون تحت أفكارها إرهابية في الداخل السعودي وخارجه، إضافةً إلى إعلان رموزها في قائمة ال(59) الإرهابية التي حددتها السعودية ودول خليجية وعربية. كانت وما زالت «عكاظ» خصماً للإسلام السياسي، فقد نشطت حسابات إلكترونية بإنشاء «هاشتاقات» عدة للنيل والتحريض على الصحيفة، محاولين التقليل من مهنيتها، لكن الزمن غير مغربل لهذه الحسابات، إذ صمت بعضها حين اتخذت السعودية والبحرين ومصر والإمارات الإجراءات اللازمة ضد ممارسات الحكومة القطرية، وحسابات أخرى انبرت للدفاع عن الموقف القطري، ما كشف الزيف، وأكّد للرأي العام صحة ما حذرت منه «عكاظ». في فبرير 2016، حاول دعاة مؤدلجون التشكيك في وطنية الصحفيين السعوديين، إذ حاولت أن تلصق تهمة «الخيانة والنفاق» بهم كي يستطيعوا تضليل الرأي العام، وتمرير أجندتهم التي باتت مكشوفة للجميع، بعد أن برزت الصحافة السعودية في مواجهة التطرف والإرهاب، والتصدي للمحاولات المتكررة من وسائل إعلامية تمولها الحكومة القطرية الساعية لزعزعة الأمن الخليجي والعربي على حد سواء. وفي إستراتيجية فضحها الخطيب في أحد جوامع منطقة الباحة عبدالمجيد الغامدي آنذاك في تصريحه إلى «عكاظ»، أن السروريين حاولوا استمالته كي يوحد خطبة الجمعة للتحريض على الصحفيين السعوديين، وإلصاق تهمة الخيانة والنفاق بهم، لكن محاولاتهم باءت بالفشل، ووجدت وعياً شعبياً أحبط مخططاتهم. وهاجم الغامدي ما سماه تنظيما يتعسكر خلف مجموعات في برنامج المحادثات الشهير «واتساب» للهجوم على «الأعداء» في خطب الجمعة والكلمات الدعوية عقب الصلوات في المساجد، لافتا إلى شعورهم بأن موقع التواصل الشهير «تويتر» خلق معارضين وردود أفعال لا تقبل ما يقوم به السروريون. وفسر «ما حدث من دعاء على الإعلاميين في الآونة الأخيرة جاء بإيعاز من تنظيمات سرورية قديمة»، مشيرا إلى أنه «كان ثمة توحيد بين أئمة المساجد لقراءة آيات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في صلاة المغرب في جميع مناطق المملكة، بعد أن تم الاتفاق المسبق بالدعاء على الأعداء» في إشارة إلى الصحفيين. واتهم الغامدي أشخاصا يعملون على تنسيق الهجمات في المساجد ضد خصومهم، «تلقيت بريدا من أشخاص مجهولين للدعاء على فئات محددة، ويطلب متابعة أشخاص لا أعرفهم، يبدو أنهم متخفون، ولابد أن تقوم بالدعاء، ومازلت محتفظا بها».