بينما تستعر نار الإرهاب والقتل في أقاليم سورية والعراق، من دون أن يُعلم متى تصل إلى ذروتها، تتبرعم وتولد وتستيقظ خلايا «متطرفة»، بعضها تابعة مباشرة لأرباب الإرهاب في تلك المناطق، وبعضها الآخر يشترك معها فقط في الفكر المتطرف ذاته. مئات الشبان السعوديين وغيرهم من جنسيات أخرى ولّوا وجوههم تجاه ما يسميه العلماء «مواطن الفتن»، بعضهم غُرِّر به، خصوصاً في ظل التهاون الفكري في المعسكر المضاد. وربما كان «بيان النفير» الذي صدر عن مجموعة من «الهيئات العلمائية» في القاهرة قبل عام وأكثر «الشعلة» التي أحرقت - وتحرق - الكثير من الشباب العربي والمسلم هناك، حيث «داعش» و«جبهة النصرة» وغيرهما. «المقاومة الفكرية التي ظلت «خاملة» أو «عاجزة» خلال الأعوام الماضية وقفت موقفاً ضعيفاً كما يرى عضو مجلس الشورى عيسى الغيث: «لم يتكلم من العلماء بعد حديث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز سوى المفتي»، متسائلاً أين بقية أعضاء هيئة كبار العلماء التي تضم 20 عالماً غيره؟». في المقابل، لم تقف التنظيمات الإرهابية صامتة أمام ما ينال خلاياها من توقيف، إذ بدأت بتهديد قضاة ودعاة بالاغتيال، بل امتدت التهديدات إلى ما سمته «داعش» في بيان لها «السروريين»، وهو ما فجّر نوعاً من الجدل في مواقع التواصل الاجتماعي حول مدى صدقية الخلاف بين «داعش» و«السروريين»، لتتدرج الآراء بين مصدق وآخرين وصفوه ب «الخلاف العائلي»، وطرف ثالث رآه «مسرحية هزلية» لتلميع الفئة الأخيرة. الغيث: 20 من «كبار العلماء» صمتوا عن «بيان النفير».. فوجدنا شبابنا في سورية. قضاة وعلماء على قوائم «داعش»... يحتمون ب«التوكل» ومستمرون في أعمالهم. قاض مهدد بالقتل: يجب عدم «الكذب» على الإرهابيين... بعضهم «إخواننا». «داعش» و«السروريون»... خلاف عائلي أم مسرحية هزلية ل«التلميع» ؟. الإرهابيون يعتبرون التهديد «جهاداً» .. ونساء يحاولن إنكار التهم الثابتة عليهن.