KHkk969@ ربما يخفى على غير المتخصصين والمهتمين بالتراث، أن المسجد الحرام، كان في مرحلة قبل توحيد البلاد على يد الملك المؤسس، يُصلى فيه أربع جماعات للفريضة الواحدة، إذ أُحدث حينها المقامات (مصليات لكل مذهب فقهي)، وينتصب لكل إقامة إمام مذهب من المذاهب الأربعة (الشافعي، المالكي، الحنبلي، والحنفي)، ويصلى أتباع كل مذهب على الأغلب وراء إمام مذهبهم. فيصلي الشافعي، ثم الحنفي، ثم المالكي، ثم الحنبلي في الصلوات ماعدا المغرب، لضيق الوقت، حتى أمر الملك عبدالعزيز بدراسة الظاهرة من قبل علماء الدين، فخرجوا بتوحيد الصلاة وراء إمام واحد. ويقول الباحث أستاذ التاريخ والدراسات الإسلامية الدكتور فواز الدهاس ل«عكاظ» إن المسجد الحرام كان يضم أربعة مقامات؛ فكان هناك مقامات الإمام «الشافعي، المالكي، الحنبلي، والحنفي»، مضيفا «كان المصلون يصلون خلف إمام مذهب كل منهم، ماعدا صلاة المغرب وكل مقام له وقت محدد لصلاة الفروض الأربعة الباقية». ويوضح أن الأذان يرفع في وقت واحد «ثم يصلى كل أمام بأتباعه في المقام، وكل إمام يقف مقابل ركن من أركان الكعبة وينطبق هذا حتى في صلاة الجمعة ماعدا صلاة المغرب، حيث كانوا يصلون صلاة المغرب في وقت واحد ولكن لكل مقام من المقامات الأربعة إمام لضيق الوقت. ويرى الدكتور الدهاس أن من المضار التي حصلت من المقامات، التفرقة بين المصلين في الحرم، «إذ ذهب الخشوع، والربكة عند وقت الصلاة». ويضيف «هذا من البديع التي حصلت في وقت من الأوقات واستمرت لحين وساهمت في اتساع الفرقة بين أتباع المذاهب الإسلامية واستمرت هذه الصلوات بهذا الشكل حتى دخل إلى مكةالمكرمة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود مؤسس المملكة رحمه الله، وجمع الناس على إمام واحد وانتهت بذلك بالصورة السابقة في الصلاة المتفرقة بين المقامات الأربعة».