تعتبر إلامامة والخطابة في المسجد الحرام من أولى الأولويات التي اهتم بها مؤسس المملكة الملك عبدالعزيز آل سعود يرحمه الله، فعندما دخل مكةالمكرمة كانت الجماعات متعددة في المسجد الحرام حسب المقامات، فهناك المقام الشافعي والحنفي والحنبلي والمالكي، حيث يتداخل التكبير بين الائمة أثناء الصلاة مما يؤدي إلى تشتيت أذهان المصلين. واجتمع فريق من العلماء السعوديين في أول عهد الملك عبد العزيز وقرروا أن تكون الجماعة واحدة وأصدر أمره الكريم على جمع المسلمين على الصلاة خلف إمام واحد، وانتخب من كل مذهب ثلاثة أئمة يتناوبون في أوقات الصلوات الخمس خلف إمام واحد. وكان أول من تولى الإمامة في العهد السعودي هو الشيخ الحميدي بن درعان من أهالي حائل وتولاها معه ومن بعده أئمة كانوا يصلون باتباع المذاهب على الوضع الأول فكانوا يتناوبون جميعا للصلوات الخمس يصلى كل واحد منهم بالجميع فريضه دون تعدد الجماعات. وفي أيامنا هذه تصدر من ولي أمر البلاد الملك موافقة سامية في تعيين من يختار للإمامة، مراعيا في ذلك علمه وفضله وحفظه لكتاب الله وحسن تلاوته وتجويده، وقد بلغ عدد الذين أموا المسجد الحرام منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وحتى الآن 745 إماما، أما أئمة المسجد الحرام حاليا فيبلغون 9 أئمة هم: الشيخ عبدالرحمن السديس والشيخ أسامة خياط والشيخ سعود الشريم والشيخ صالح بن حميد والشيخ صالح بن طالب والشيخ ماهر المعيقلي والشيخ خالد الغامدي والشيخ عبدالله الجهني والشيخ فيصل غزاوي. أما الأذان فيعتبر بلال بن رباح أول من أذن في المسجد الحرام يوم الفتح، عندما أمره الرسول صلى الله عليه وسلم بالصعود على ظهر الكعبة والصدح بالأذان في صلاة الظهر. وممن أذن في مكة أبو محذورة فلم يزل يؤذن بها هو وولده ثم عبدالله بن محيريز ابن عمه وولده فلما انقطع ولد ابن محيريز صار الأذان إلى ولد ربيعه بن جمح. وللمؤذنين ظلة يؤذن فيها لصلاة الجمعة، حيث يعتبر عبدالله الطلحي أمير مكة هو أول من أقامها؛ إذ كانوا قبلها يجلسون يوم الجمعة في الشمس. وكان رئيس المؤذنين يؤذن في منارة باب العمرة ثم يتبعة سائر المؤذنين ثم صار بعد ذلك رئيس المؤذنين يؤذن في منارة باب السلام ثم يؤذن الصلوات الخمس على قبة زمزم، وبعد التوسعة السعودية أزيلت القبة التي على زمزم ونقلت إلى حاشية المطاف بين الحجر الأسود والركن اليماني ملاصقة للرواق العثماني وهناك عوائل مكية معروفة منذ مئات السنين لازالت تتوارث الأذان حتى الآن. عناية عظيمة المسجد الحرام والمسجد النبوي يحظيان بعناية عظيمة من قادة هذه البلاد فقد زود بمكبرات متطوره للصوت ومقر المؤذنين يسمى حاليا بالمكبرية، ويؤذن حاليا مؤذن واحد، كما يوجد مكبر خلف الإمام لتبليغ صوت الإمام لمن يكون بعيدا وخارج المسجد.