باستثناء بعض الشوائب الذين اتفق الكثير على تسميتهم خلال هذه الفترة «السعوقطريين» ويمكن أن تطلق عليهم أي تسمية أخرى تبعا للدولة التي تتبنى فكرهم وأيديولوجيتهم وتقف في صف العداء لوطنهم، وكذلك بعض الأتباع الرعاع الذين اختطف المتلونون جماجمهم ولا يرون إلا ما يراه الذين يقودونهم، باستثناء هؤلاء فإن الشعب السعودي الأصيل السوي الواعي أثبت منذ الأسبوع الماضي حين انطلقت الزوبعة القطرية وإلى الآن أنه شعب في مستوى التحديات الوطنية والمواجهات التي تُفرض عليه، وأنه قادر على إدارتها بتفوق لصالحه دون الانزلاق في مستنقع الانحطاط الذي وقع فيه خصوم وطننا. لقد تحول تويتر على وجه الخصوص إلى جبهة سعودية دفاعية بجدارة، وفي حالات الهجوم الذي لا بد منه فإن أسلحتها نوعية متطورة تصيب الهدف بإتقان دون ضرر على الآخرين خارج دائرة المواجهة. لقد اصطف السعوديون رجالا ونساء، شيبا وشبابا ووقفوا ببسالة لتفنيد كل ما تبثه وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية التي يديرها المرتزقة لصالح قطر ومهمتها الوحيدة الهجوم على المملكة بنشر معلومات فاضحة الكذب والبهتان، واختلاق قصص وروايات مهترئة ومتفسخة، واجهها الجيش الإلكتروني السعودي بمهارة، وفضح حقيقة تلك الوسائل وكشف خباياها الكريهة، وفي الوقت ذاته كان أفراد الجبهة السعودية متزنين وموضوعيين في طرحهم، دون تشنج أو بذاءة. إن ما حدث يمثل مؤشرا على وعي ناضج وفكر متقدم ووطنية حقيقية وإخلاص ناصع للوطن. ومثل هذا الشعب الجميل هو صمام الأمان للوطن، لا نخشى من شيء بإذن الله وهو يمتلك هذا القدر من الإدراك والشجاعة والإيمان بوطنه وعدالة قضاياه.