جبلت قطر على نقض العهود وعدم الوفاء بالوعود.. توافق على القرارات وتوقع عليها في العلن وترفض تنفيذها في السر.. سيل من القرارات اتخذتها الدول الخليجية والعربية والإسلامية حيال أمور تهم الأمة الإسلامية واعتمدتها، إلا أن قطر ظلت تغرد خارج السرب ولا تلتزم بها، خصوصا تلك القرارات التي تتعلق برفض التدخلات الإيرانية في الشؤون الخليجية والعربية والإسلامية، ومحاصرة الإرهاب، خصوصا إرهاب الإخوان المسلمين و«داعش». وجاء «إعلان الرياض» واضحا وصريحا في عزل إيران إسلاميا وعالميا، إلا أنها خرجت هذه المرة ليس فقط عن الإجماع العربي والإسلامي بل العالمي، إذ فاجأ أمير قطر الجميع عقب قمة الرياض مباشرة، بتصريحات داعمة لإيران التي تعتبر أكبر دولة إرهابية في العالم «رأس حربة الإرهاب العالمي»، وأعلن دعمه للإخوان وحزب الله الإرهابي. قطر تعودت على خرق الاتفاقيات ليس فقط إعلان الرياض في قمم «العزم يجمعنا»، بل خرقت اتفاق الرياض الذي جاء في بيان مشترك لقادة دول مجلس التعاون الخليجي عقب اجتماعهم في العاصمة السعودية عام 2014، وقضى بالتزام قطر بسبعة بنود واضحة، أولها التوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية لأي من دول الخليج والدول الأخرى، وهذا لم يتحقق على الإطلاق وظهر جليا من تصريحات أمير قطر ضد البحرين والإمارات. كما أكد اتفاق الرياض ضرورة التزام قطر بعدم تجنيس أي مواطن من دول مجلس التعاون، وأن تقوم بإبعاد كل العناصر المعادية لدول المجلس والمطلوبة قضائيا عن أراضيها، خصوصا جماعة الإخوان المسلمين، وهذا أيضا لم تلتزم به قطر فقط، بل أصرت على دعم تنظيم إرهابي تم تصنيفه منظمة إرهابية. وجاءت تصريحات أميرها تميم بن حمد أخيرا دليلا واضحا لدعم بلاده الفاضح لتنظيم الإخوان المسلمين. كما نص الاتفاق على وقف التحريض في الإعلام القطري، وهذا البند أيضا ظل حبرا على ورق، واستمر تحريض الإعلام القطري على الأمتين العربية والإسلامية وشق صفوفهما. كذلك أكد الاتفاق عدم السماح لرموز دينية في قطر باستخدام منابر المساجد ووسائل الإعلام القطرية المختلفة، للتحريض ضد دول مجلس التعاون، ولكن هذا أيضا خرقته قطر، إذ استمرت في استخدام منابر المساجد لتفتيت الوحدة الخليجية وضرب الوحد العربية أيضا. ومن أهم بنود الاتفاق، وقف دعم قطر لجماعة الإخوان المسلمين بالأشكال كافة، والتوقف عن التحريض ضد مصر، وهذان البندان رفضتهما قطر جملة وتفصيلا، واستمرت في دعم الإخوان والتحريض ضد مصر الدولة العربية العريقة. لقد فوجئ الجميع بتصريحات أمير قطر بعد قمة تاريخية في الرياض شهدت موقفا جماعيا واضحا عربيا إسلاميا أمريكيا تجاه التدخلات الإيرانية ومشاريعها التقسيمية في المنطقة، كما شهدت موقفا حازما تجاه الإرهاب وداعميه، وهي القمة التي حضرها أمير قطر شخصيا، ما يعكس استمراء القيادة القطرية لأسلوب المناورات وإثارة الزوابع بحثا عن دور ما لا أحد بإمكانه معرفته على وجه التحديد. إن مواقف قطر وتدخلاتها في شؤون الدول الخليجية والعربية، ودعمها التنظيمات الإرهابية عبر السنوات، ودورها في الانقسام الفلسطيني عبر دعم حركة حماس، أصبح واضحا للعيان. هذه هي قطر.. تنقض العهود ولا تفي بالوعود والاتفاقيات.