SultanBinBandar@ النسخة الخليجية لإعلام الشعر الشعبي من «ميردوخ»، يراه الكثيرون «عراب» جيلي الثمانينات والتسعينات من الشعراء، إعلامي يتبعه الشعراء، وشاعر لا يحب الإعلام، أنيق في كتابة النصوص، رغم شح ما يكتب، وكأن ناصر السبيعي قال بيته: والزعل قلت الزعل ماهو لمن مثلي بضاعة وانت بعضك يا رفيق «العمر» يكفي عن جميعك بحدود شهرة جاوزت خليج العُرب وشط بحرها الأحمر، وباسم ارتبط منذ نحو ثلاثة عقود بالشعر، وبقصائد وأغنيات سامرت العشاق وربتت على كتوفهم كثيرا، استطاع معد صفحة الشعر النبطي في صحيفة السياسة الكويتية، ناصر السبيعي، أن يصنع مجلة المختلف نجاحا واسما وامبراطورية، والتي بدورها وصلت بالشاعر الذي لا يخجل من تبنيه ل «الشللية» في الصحافة الشعرية، إلى صناديق اقتراع مجلس الأمة الكويتي مرتين، وإلى التغزل بكف من تطرب للغناء يقول ذات نار وبرد: تهز يدها كل ما هزها الفن وتهتز كل الخلق من هز يدها لولا مخافتها على الناس تنجن ما تكتفي في هز يدها وحدها وعلى الرغم من إحساس الشاعر الطاغي عليه، والظاهر من خلال انتقائيته للشعراء الذين تبنتهم مجلته «المختلف» منذ ثمانينات القرن الماضي، والذين يرى أنه صنعهم نجوما ليصنعوه، وليشاركوه نجاحات مهرجان الشعر الأشهر في الخليج العربي «هلا فبراير» كالشعراء هلال المطيري، رشيد الدهام، سعد علوش، حامد زيد، محمد جارالله السهلي، ورفاق دربه الذين واكبوا مرحلة تأسيس مجلة المختلف سليمان المانع والراحل مساعد الرشيدي، نايف صقر، وفهد عافت، الذين تمكنوا حينها من التغلب على منافستهم الأبزر ذلك الحين «الغدير» بعد انضمام الأمير بدر بن عبدالمحسن لكوكبتهم، ودعمه لهم، إلا أن عراب الشعر الشعبي الحديث ظهر للمتابع لمسيرته الشعرية والإعلامية، كشاعر وإعلامي لا يحب الإعلام، وقليلاً ما يتعاطى معه. وبمنتوج شعري شحيح مقارنة بعمره العملي في الساحة الشعرية، تمكن ناصر السبيعي من حفر العديد من قصائده وأبياته في ذاكرة المتلقي، واستطاع أن يخلد اسمه في عالم الشعراء مع من صنع من نجوم، يقول: قال لو حبيت غيرك وش تقول قلت أحاول قد ما أقدر أمنعك قال لو عيت تطاوعك الحلول قلت احبه يا بعد عمري معك ولم يكتف السبيعي بتخليد اسمه بكتابة قصائد نبطية يداحم بها كتوف فحول الشعراء بالساحة الشعرية فحسب، بل جاوز ذلك إلى العزف على قلوب محبيه، بالحبال الصوتية لأشهر المطربين في الخليج، وذلك من خلال كتابته لأشهر الأغاني العاطفية ومنها«تعال وما بقى لي يوم»، وأغنية «انتهينا» التي اظهرت حجم الجنون الذي يكتب به السبيعي الشعر العاطفي المملوء بالدهشة يقول: ياللي عشانك قمت الملم رفاتي واثرك غديت بدنيتي صحوة الموت كنت الغريق وكنت قارب نجاتي انقذتني لكن على لوح تابوت ويبقى ناصر السبيعي بتجربة الإعلامية والشعرية الناجحتين، مميزا في طريقة كتابته للقصيدة وتعامله مع الإعلام وتصدير النجوم،إلا إنه لا يخفي شعوره بالخذلان من غالبية الشعراء الذين أسهم في تصديرهم للساحة، وكأنه بهذه النبرة التي تشكو الجحود يستحضر ماضيه الذي قال فيه عن حاضره وكأنه يراه: يسألوني وين هذاك الهوى ذاك راح ولفه الماضي برداه ذاك عشنا في ضياء نوره سوى ذاك كل الناس ما تاصل مداه