(ناشط) هو وصف يعرّف به بعض البشر أنفسهم في مواقع التواصل الاجتماعي وهي مفردة مأخوذة من (نَشَطَ) أي أن ذلك الإنسان كثير النشاط في مجال معين، فهناك الناشط السياسي والناشط الاجتماعي والناشط البيئي، إلا أن الأكثر رونقا وإثارة لدى جماهير مواقع التواصل الاجتماعي هو (الناشط الحقوقي) وهو ما اختاره أستاذنا عقل الباهلي كوصف عرّف به نفسه لرواد تلك المواقع، ويبقى نشاط أستاذنا كغيره من النشطاء محصورا في (تويتر) وهو ما يجعله وإخوته من النشطاء الحقوقيين ينطبق عليهم وصف (نشطاء من منازلهم). آخر نشاط أخينا الأستاذ عقل الباهلي أنه خرج لنا في أحد البرامج التلفزيونية يصف العمليات الإرهابية التي تقوم بها الخلايا الإرهابية في العوامية ضد رجال الأمن والمواطنين وعمال الشركات المنفذة للمشاريع التنموية في المسوّرة في القطيف بأنها لا تعدو أن تكون حالة رفض ومعارضة لقرار حكومة المملكة العربية السعودية في تطوير المسوّرة، وشبه ما يحدث بما حدث من معارضة من بعض المواطنين للجان إزالة التعديات في بعض مناطق المملكة، وأن القصة لا تخرج عن هذا السياق، وأنه لا صلة لها بالجماعات الإرهابية في العوامية، فأخونا الناشط الحقوقي لا يفرق بين العمل الجنائي والعمل الإرهابي الذي يستند إلى عقيدة دينية وسياسية تحركه كما هو الحاصل في القطيف، فهو يعتقد أنه مجرد عمل جنائي عابر يفترض أن لا يضخم وأن لا يربط بتلك الخلايا المدعومة من إيران، مع أن وزارة الداخلية - والتي تباشر مواجهة تلك الخلايا - أعلنت بيانا تفصيليا عن تلك الحوادث في المسوّرة وبينت علاقتها بتلك الخلايا التي تريد تعطيل تطوير المنطقة وتبقيها أماكن مهجورة خرِبة تكون وكراً لهم ومخزنا لأسلحتهم، وكذلك أستاذنا الناشط لم ينتبه من أن كثيرا من الدول أدانت واستنكرت هذه الأعمال الإرهابية، إلا أن أخانا الناشط الحقوقي عقل الباهلي مازال غير مقتنع أن قتل رجال الأمن والأطفال والنساء والشيوخ والعزّل عمل إرهابي وإنما هو عمل جنائي تماما كالعمل الجنائي الذي يستهدف متجرا أو مصرفا، لأنه لا يريد أن يفقد (البرسيتيج) الحقوقي والنضالي أمام بعض ما يسمون بالناشطين الحقوقيين في القطيف والذين يمثل غالبيتهم الذراع السياسي للجماعات الإرهابية في تلك المنطقة. الناشط الحقوقي عقل الباهلي لم تقنعه مقاطع الفيديو التي صورها خلسة بعض الشرفاء الوطنيين في القطيف لقطعان التطرف والإرهاب وهم يتجولون في المسوّرة متوشحين بالسواد كسواد فكرهم المتعفن بأقنعة سوداء كسواد وجوههم حاملين الرشاشات الآلية لإرهاب الآمنين في تلك البقعة الوادعة من هذا الوطن. كما أنه تعامى عن المقاطع المنتشرة في وسائل التواصل الاجتماعي التي يركز نضاله الحقوقي بها والتي تبين كيف أن رجال الأمن يقومون بإجلاء المدنيين من المسوّرة بالسيارات العسكرية المصفحة وآثار الرصاص بادية عليها والتي أطلقها عليها مجاميع الإرهاب الذي يصفهم بأنهم مجرد معترضين على قرار إداري بإزالة الحي وتطويره. مصيبتنا ليست مع الإرهابي الذي يحمل بفجور السلاح في وجه الدولة وإنما مع من يحاول أن يبرر جريمته أو أن يُقزّمها ممن وصفوا أنفسهم ظلما وزورا بنشطاء حقوقيين ولم يعلموا أن من أول حقوق الإنسان حقه في الحياة وحقه بالأمن من بطش تلك الجماعات الإرهابية التي لا تألو في مؤمن ولا في غيره إلاًّ ولا ذمة.