ما إن بدأ مشروع تطوير حي المسورة في بلدة العوامية بمحافظة القطيف ، والتي تشرف عليها أمانة المنطقة الشرقية ، حتى بدأت الجماعات الإرهابية بالظهور من المنازل الخربه والمهجورة التي كانت تقطنها داخل الحي ، وتستخدمها لإطلاق أعمالها التخريبية. حيث عملوا على محاولات لإقاف هذا المشروع ، من خلال إطلاق النار العشوائي على المعدات ، مما أدى إلى مقتل طفل ومقيم ، وإصابة آخرين بجروح بينهم حالات خطرة ، مما جعل وزارة الداخلية تصدر بياناً تأكد فيه أنها ستتعامل مع هذه الاعمال الإجرامية والإرهابية بكل حزم . كما نقلت أهالي الحي عبر العربات الأمنية إلى مكان آمن حفاظاً على سلامتهم ، بالإضافة إلى أنها عملت على حماية العاملين في المشروع ، ليكملوا أعمالهم في التطوير. وخلال الاسبوع الماضي وعبر برنامج الواتساب قرأت الكثير من عبارات الشدب والإستنكار التي عبر عنها الأقارب والأصدقاء ومن خلال تويتر أيضاً استطلع الجميع على آراء المجتمع السعودي المستخدمين للبرنامج عبر (هاشتاق) "المسوره وكر الإرهابيين" ، سواء كان المشاركين فيه من أهالي القطيف أو من باقي مناطق المملكة بالإضافة إلى مشاركة مشاهير التويتر من دعاة ومثقفين وإعلاميين ورجال أعمال. وقرأنا التنوع في وصف الجريمة والإتفاق على نبذها ومساندة رجال الأمن والإشادة بالدور الإنساني في حماية المدنيين وبالدور الأمني في ملاحقة الإرهابيين الذين يسعون لتعطيل التنمية بطريقة إجرامية ، وكل ذلك لضمان بقائهم بمثل هذه الأماكن العشوائية والخربه ، للأستفادة منها كأوكار للقتل والخطف وترويج المخدرات والسلاح ، وهذه الأعمال تنفيذاً لتحريض جهات خارجية ، تريد إشعال الفتنة وتأجيج أعمال الشغب والفوضى في بلادنا. إلا أنني دُهشت من بعض آراء المثقفين السعوديين الذين أستنكروا وصف هؤلاء العابثين بالإرهاب إضافة إلى أنهم قالوا : نحن لانريدون تعليق المشانق ، ووصفوا فعل هؤلاء المجرمين بالرفض الطبيعي الذي يحصل عند تطوير أي حي عشوائي من الأحياء العشوائية الموجودة بجميع مناطق المملكة ، وهذا يدل على عدم إسكمال المعلومات ومايجري داخل حي المسورة ، مما دفعني للتسائل عن هذا التعبير. هل العبوات الناسفة طريقة للتعبير عن الرفض ؟ وهل إطلاق النار وعلى المعدات والقتل طريقة للرفض أيضاً ؟ والجواب لايجهله إلا جاهل ، هو : أن كل من يتورط بدماء الأبرياء من المدنيين ، ويحاول العبث بأمن وإستقرار الوطن ، وقتل رجال الأمن ، فهو "إرهابي" سواء كان سنياً أو شيعياً ، وسيكون التعامل معه وفق الإجراءات الأمنية لمكافحة الإرهاب في المملكة. وما إن مرة بضعة أيام على تواجد رجال الأمن في حي المسورة ، لحماية المدنيين والعاملين في مشروع تطوير الحي ، إلا وقد قامت أيادي الغدر والخيانة والإجرام من هؤلاء الإرهابيين أنفسهم بالهجوم وإطلاق النار على عربات رجال الأمن عبر سلاح (أر بي جي) مما أدى إلى إستشهاد رجل الأمن "ناصر الشيباني" تغمده الله برحمته. وإصابة زملائه ، وقد أصدرت وزارة الداخلية بيانا بذلك ، وهذا يؤكد ولا يدع مجال للشك ، بأن إجرام وخطورة مايحصل من هؤلاء الإرهابيون في حي المسورة ، الذين حاولوا منع أهالي الحي الآمنين من الخروج في وقت سابق ، وذلك لإستخدامهم كدروع بشرية ، والذي دعى أهالي القطيف الشرفاء يؤيدون ويساندون ويتعاونون مع وزارة الداخلية ؛ الجميع شاهد تداولاً عبر وسائل التواصل الإجتماعي مقطع فيديو لأم محمد من أهالي القطيف ، والتي أُجري معها أتصال على الهواء مباشرة بقناة إيرانية. وأوضحت خلاله الكذب الذي تقوم به هذا القنوات الحاقدة والحاسدة ، والتي لاتريد لبلاد الحرمين خيراً ، وعبرت أم محمد عن شكرها لحكومة خادم الحرمين الشريفين ، بقولها نحن بخير وآمن وآمان في ظل حكم آل سعود ؛ ففي كل أزمة أو محاولة عبث يثبت المواطن السعودي حبه ووفائه وإلتفافه حول قيادته، وإنتمائه ودفاعه عن وطنه عبر كل الوسائل والسبل ، مما يُفشل ويُبطل عمل كل عابث بأمن وإستقرار الوطن. ياله من شعور يدعو للفخر والإعتزاز ، بكوني مواطناً سعودياً يحب قيادته ويدافع عن وطنه ، وينجح في إفشال محاولات إشعال الفتنة وشق الصف وتفريق الكلمة . حفظ الله ولاة أمرنا وبلادنا من كل سوء ، ودمت شامخاً ياوطني .