وصلتني مقالة عبر الواتساب عن مدى خطورة «الفجعة»، وأنها قد تسبب مرض السكري وبالأدلة والبراهين. اكتشفت في اليوم التالي أن المقالة منتشرة، ووصلت لصديقاتي الخمس أيضا باختلاف الأشخاص الذين نعرفهم. فقررت إحدى صديقاتي، وهي طبيبة أيضا، أن تصحح الخطأ، معتبرة أن ذلك من واجبنا كأطباء نحو المجتمع. فأوضحت لهم أن التوتر ممكن أن يؤدي إلى اضطراب معدل السكر عند الأشخاص المصابين بمرض السكري، ويصعب عليهم المحافظة على نسبة معتدلة، وأن المذكور غير صحيح. للأسف تجادل معها الأشخاص ليؤكدوا صحة الكلام المذكور. وعندما أكدت لهم أنها طبيبة وأنها تتحدث ضمن تخصصها ودراستها أصروا على رأيهم، وذكروا أن «الفجعة» قد تسبب أيضا حصول الالتهابات الروماتزمية بناء على خبرات شخصية وحوادث شهدوها. بعد ذلك بمدة انتشرت بسرعة البرق مقالة أخرى عن سبل الوقاية من حساسية الصدر والربو في فترة موجات الغبار ووا أسفاه على ما ذكر من نصائح. وهنا يأتي السؤال، هل نحن الأطباء والوسائل الإعلامية مقصرون في نشر المعرفة الصحية أم هو رفض المجتمع للعقل وما يثبته العلم؟ أم هو مبدأ الجدال فقط ليكون النصر لأحدنا، لا أظن أنه الأول، فقد انتشرت الحملات التوعوية عن أمراض مختلفة في المستشفيات ومراكز التسوق، كما انتشر في القنوات التلفزيونية البرامج الطبية، ولكنني أعتقد أننا نختار أن نصدق ما يناسبنا دون تحكيم العقل، لأن أي شخص يقرأ ذلك الكلام سيجد أن اللغة ركيكة وخليط من العامية وقليل من الفصحى وسوف يعتقد أنها مجرد مزحة مكتوبة من أشخاص قد لا يتجاوزون مراحل المراهقة. ينبغي علينا نحن الأطباء تكثيف جهودنا في الحملات التوعوية، كما يحتاج المجتمع أن يكون مقبلا أكثرعلى هذه الحملات، ومتقبلا للمعلومات المأخوذة من المصادر الصحيحة. [email protected]