OKAZ_online@ منحت نتائج الانتخابات الفرنسية قوة إضافية للاتحاد الأوروبي، وحصنته مبدئيا من خطر التصدع الذي أحدثه «الطلاق» البريطاني، خصوصا أن باريس العاصمة الأكثر أهمية بعد برلين في الاتحاد. فرنسا التي اختارت ماكرون رئيسا لها، وهزمت اليمين المتطرف شكلت نقطة تحول بالغة الأهمية لأوروبا، وتركت بصمات كبيرة على سوق المال العالمية، وأبعدت اليورو عن شبح تفكك منطقة العملة الأوروبية المشتركة. وصول ماكرون إلى السلطة جعل الاتحاد الأوروبي في مأمن على المدى المنظور، وقد اتضح ذلك منذ اللحظات الأولى لظهور النتائج، إذ صفقت الدول الأوروبية بحرارة لنتيجة الانتخابات، واحتفت بها بطريقتها الخاصة. الاحتفال الأوروبي بفوز ماكرون له ما يبرره اقتصاديا، فالنظرية الاقتصادية الأوروبية تعتمد بشكل كبير على حركة المهاجرين التي يدعمها ماكرون فيما كان اليمين المتطرف يقف في وجهها، وهي ذات السياسة التي كان يعبر عنها بوضوح الرئيس الأمريكي في برنامجه الانتخابي ومواقفه الرئاسية. ولا شك أن اختيار ماكرون يعد التطور الأكثر أهمية لإنقاذ اليورو الضعيف مقابل أغلب العملات الرئيسية، خصوصا الدولار، منذ منتصف عام 2014. وقد تسبب هذا في تراكم فائض كبير لدى منطقة اليورو، كما ساعد في استعادة بعض القدرة التنافسية في القطاعات القابلة للتداول في فرنسا وإسبانيا وإيطاليا. على المستوى الدولي رحب العالم بفوز ماكرون، ولعل التهنئة الحارة التي قدمها ترمب للرئيس الجديد تحمل دلالات كثيرة، خصوصا أنه أكد لماكرون عزم البيت الأبيض للعمل معه ومواصلة التعاون الوثيق مع الحكومة الفرنسية الجديدة، علما أن ترمب لم يكن متحمسا لفوزه في الانتخابات الفرنسية، معتقدا أن العالم سيسير وفق التجربة الأمريكية. ولا شك أن ماكرون الذي يقود قطاع الشباب في فرنسا من خلال حركته «إلى الأمام» التي أسسها مطلع العام الماضي واستقطب فيها أكثر من 300 ألف فرنسي قدم تجربة جديدة عكست تطلعات وأفكار ومستقبل الجيل الجديد ورؤيته لفرنسا الجديدة، وهي رؤية متطورة لكنها تحافظ على قواعد الجمهورية الفرنسية. ولا شك أن فضائح اليمين المتطرف وخلافات اليسار الفرنسي فتحت الطريق أمام ماكرون ليرسم السياسية الفرنسية الجديدة وهو محاط بالجيل الشاب الذي يضع نصب عينيه حالة اقتصادية خالية من التعقيد ومواقف سياسية تخدم فرنسا وشعبها.