hnjrani@ دولة المؤسسات لا ترضخ للأنظمة التي تقوم على أفكار المجموعات المتطرفة وابتزاز الشعوب التي تسيطر عليها وحرمانها من أبسط حقوقها، وما يمارسه نظام الملالي في طهران هو أقرب لممارسة المجموعات المتطرفة والأنظمة التوسعية التي لا تحمل أفكار الدول أو المؤسسات. الأنظمة التي تقوم على مبدأ العصابة تعمل على شكل مجموعات صغيرة ومتناثرة ومتناحرة لا تفكر إلا في الغزو والتوسع وتصدير الإرهاب تحت غطاء ديني وأيديولوجية متنوعة، لأنها تعلم أن قوتها لن تتعاظم وفق أنظمة الدول والمؤسسات، بل مع مجموعات تتشابه معها في الخصائص المجرمة، كالتعاون الحاصل الآن بين طهران وتنظيم القاعدة وحزب الله اللبناني وغيرها من التنظيمات الإرهابية، لذا فإن الدول التي تتفاوض مع المجموعات الإرهابية بهذه الطريقة ترفع من شأنها وتعطيها حجما أكبر من حجمها. وفي المقابلة التي أجراها ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عبر قناة «الإخبارية» السعودية وجه داود الشريان سؤالا حول ما إذا كانت المملكة ستقيم حوارا مع إيران، فرد قائلا: «كيف أتفاهم مع نظام لديه قناعة مرسخة بأنه نظام قائم على أيديولوجية متطرفة منصوص عليها في دستوره ومنصوص عليها في وصية الخميني بأنه يجب أن يسيطروا على مسلمي العالم الإسلامي وينشروا المذهب الجعفري الاثني عشري الخاص فيهم في جميع أنحاء العالم الإسلامي حتى يظهر المهدي الذي ينتظرونه.. هذا كيف أقنعه؟ وما مصالحي معه؟ وكيف أتفاهم معه؟». إرهاب إيران المتمدد عبر نظام يقوم على أيديولوجية متطرفة، واجهته الكثير من الدول والمنظمات بالاستنكار، إذ وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إيران بأنها الراعي الأول للإرهاب في العالم، وتعهد بمواصلة الضغط على طهران، منتقدا في الوقت ذاته اتفاق أوباما بشأن البرنامج النووي لإيران. وزير خارجية إيطاليا السابق «جوليو تيرسي» قال إن إيران دولة إرهابية وتلعب دورا مدمرا في الشرق الأوسط، ونظام الملالي مسؤول عن القتلى في بقاع متعددة حول العالم وتصرفاته واجهت صمتا دوليا. كما أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن إيران هي أكبر دولة ترعى الإرهاب في العالم، ومصرة على قلب النظام في الشرق الأوسط وما لم تغير إيران سلوكها سيكون من الصعب جدا التعاون معها. ويؤكد التقرير السنوي الأخير عن الإرهاب العالمي الذي نشرته وزارة الخارجية الأمريكية أن إيران هي الدولة الرئيسية الراعية للإرهاب في جميع أنحاء العالم، فيما قالت منظمة «متحدون ضد إيران نووية - حملة UANI»؛ إنها تعمل على منع التعامل مع طهران، وأرسلت مئات الرسائل إلى الشركات، تحذرها من المخاطر الكامنة في الاستثمار في إيران، ولاسيما أن الأموال قد تقع في يد الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني.