alaiaf@ بعد أسبوعين من دخول الحجاز (مكةالمكرمة) في الحكم السعودي عام (1343ه/1924) وانضمامها إلى منظومة الأقاليم التي تكونت منها الدولة السعودية (1902-1925)، على يد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (طيب الله ثراه) أمر جلالته، بإصدار جريدة أم القرى، لتكون الجريدة السعودية الرسمية، التي ظهر عددها الأول يوم الجمعة (15/5/1343ه) الموافق (12/12/1924)، في أربع صفحات وطبعت بمطابع أم القرى الحكومية، وما زالت تحافظ على موعد صدورها الأسبوعي أيام الجمعة من كل أسبوع، إلى يومنا الحالي. وبما أن يوم الأحد 15/5/1443 (19 ديسمبر 2021) تكمل جريدة أم القرى عامها ال100، فبهذه المئوية نستذكر معاً، ملوك المملكة العربية السعودية، من المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (طيب الله ثراه) ومن بعده أبناؤه البررة: الملك سعود، الملك فيصل، الملك خالد، الملك فهد، والملك عبدالله (رحمهم الله جميعاً) وصولا إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود (يحفظه الله). هؤلاء الملوك الذين أبدوا اهتماماً كبيراً ودعماً خاصاً بتطوير الإعلام في المملكة بشكل عام والصحافة «جريدة أم القرى» بشكل خاص، والدليل صمودها واستمرارها في الصدور الأسبوعي حتى يومنا هذا، في ظل عهد الملك سلمان، وولي عهده، وولي ولي العهد؛ إذ يشهد الإعلام في عهدهم تطوراً هائلا، على كافة مستويات الوسائل الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية، والإعلام الجديد. إن لجريدة أم القرى قيمة تاريخية: تكمن أولا في أنها الجريدة الرسمية للدولة السعودية، كما تعتبر البداية الحقيقية لأول أداة من أدوات الإعلام الرسمي الحديث ووسائله (الصحفية خاصة)، وفي أنها تركت أثراً على الحركة الصحفية، فقد ظلت الجريدة الوحيدة في البلاد منذ بداية صدورها ولمدة (13 عاما)، كما تعد الجريدة الوحيدة في البلاد التي استمرت في الصدور أثناء الحرب العالمية الثانية (1360-1365ه)، لهذا بقيت تمثل المطبوعة الوثائقية والمستند الأفضل لتدوين الوقائع والأحداث. وأقترح على وزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد العواد: الاحتفاء بمئوية جريدة أم القرى، من خلال؛ تكريم من تولوا الإشراف على تحريرها والذين يعدون من أبرز المثقفين العرب والسعوديين، وأيضاً تكريم الرواة والباحثين في تاريخ الصحافة السعودية وجريدة أم القرى وتوثيق أعمالهم، والبدء من الآن في تشجيع الباحثين بالعمل على فهرسة كل محتويات أعداد الجريدة حتى بما في ذلك الإعلانات، فكل ما في العدد الواحد يحمل مدلولات موضوعية مهمة وله قيمة توثيقية، لتكون على شكل سلسلة فهارس وكشافات، وكذلك إتاحة جميع أعداد الجريدة وأرشفتها إلكترونياً، ورفعها على الموقع الرسمي للجريدة، وربطه بموقع وزارة الثقافة والإعلام، إضافة إلى إطلاق وزارة الثقافة والإعلام جائزة سنوية باسم (جريدة أم القرى) بحثية وثائقية وإعلامية لجميع فئات أفراد المجتمع، إضافة إلى المؤسسات الصحفية، تتفرع عن (البحوث، الدراسات، المؤلفات، الكتب مترجمة، الأفلام الوثائقية، الأعداد القديمة والنادرة، المقتنيات الصحفية)، وكذلك جمع البحوث والدراسات التاريخية والإعلامية المتعلقة بالصحافة السعودية وبجريدة أم القرى، والأغلب حفظها في مكتبات وأقسام التاريخ والإعلام بالجامعات السعودية. وأخيراً اقترح تعريف القراء بتاريخ جريدة أم القرى، بإقامة معرض وفعاليات متنقلة تجوب مناطق المملكة العربية السعودية. * صحفي وباحث، دكتوراه إعلام