okaz_online@ رصدت السعودية في رؤيتها 2030 أكثر من 200 مليار ريال للمحافظة على البيئة وصون مكتسباتها. وأوضح المدير العام والعضو المنتدب لشركة الأعمال البيئية والتنمية المستدامة المهندس عادل موصلي على هامش المنتدى الدولي السادس للبيئة الخليجي الذي اختتم أعماله أمس الأول في جدة، وشهد توقيع مذكرة تعاون بين مركز التميز البحثي في الدراسات البيئية بجامعة الملك عبدالعزيز وشركة الأعمال البيئية المستدامة، أن الاتفاقية تهدف إلى تحقيق الأهداف المشتركة في توطين التقنيات العالمية المتطورة في مجال إدارة النفايات الصناعية والطبية الخطرة وغير الخطرة. ولفت موصلي إلى أن الشركة تسعى لبناء 4 مجمعات صناعية في جدة والرياض والجبيل والدمام لتدوير النفايات الصناعية بتكاليف تتجاوز 500 مليون ريال، موضحا أن مصنع جدة للنفايات الصناعية قارب على الانتهاء وسيتم افتتاحه خلال 30 يوما على مساحة مليون متر مربع في مدينة رابغ، وبتكاليف تقدر بنحو 80 مليون ريال. وسيكون المصنع واحدا من أكبر المجمعات الصناعية في تدوير النفايات، إلى جانب التخلص من النفايات الإلكترونية كما هو الحال في أمريكا وأوروبا، إذ يتم التخلص من عشرات الأطنان من الأجهزة الإلكترونية القديمة على مستوى العالم. وأضاف موصلي أن نتائج استطلاع عالمي أجرته شركة في تصنيع الهواتف المتنقلة مع 6500 شخص في 13 دولة من بينها السعودية، كشفت أن الأغلبية يحتفظون بأجهزتهم القديمة في المنزل دون استخدامها. وتبين إحصاءات عدد الهواتف المحمولة في المملكة أكثر من العدد الإجمالي للسكان، إذ بلغ 40 مليون مشترك مقارنة مع 25 مليون نسمة، ونسبة انتشار اقتناء الهواتف الخاصة تقارب 144%. ووفقا لتقرير وكالة حماية البيئة فإن النفايات الإلكترونية في العالم تشكل 85٪ التي تذهب إلى مدافن النفايات مخلفة وراءها تلوثا بيئيا يهدد صحة الإنسان وغذائه. وشدد المهندس عادل موصلي على أن أخطر المكونات الصناعية تأثيراً هو الرصاص الذي يستخدم في تصنيع كثير من الأجهزة إلى جانب تفاقم مشكلة النفايات بشكل خاص في الآونة الأخيرة نتيجة لسرعة تراكمها بمعدل أعلى من سرعة تحللها، ومع التطور الصناعي والزراعي والتكنولوجي حدثت زيادة جوهرية في كمية النفايات وتنوعت مكوناتها فأصبحت مشكلة النفايات المتراكمة إحدى القضايا البيئية المهمة التي تواجه العالم اليوم. وأوضح موصلي أن النفايات تشكل عبئا كبيرا وهاجسا بيئيا لدى القائمين على أمرها في السعودية نظرا للزيادة الهائلة في الاستهلاك وتسارع وتيرة التنمية العمرانية وزيادة عدد السكان واتساع مساحة الأنشطة الصناعية والتجارية. ووصلت كمية النفايات في المملكة إلى ما يزيد على 30 مليون طن. واعتبر المهندس موصلي أساليب التخلص من النفايات وسبل استغلالها بردمها أو دفنها في مناطق المرادم والمدافن طريقة رخيصة اقتصاديا لكنها تضيع كثير من الموارد والطاقات. وأكد أن تدوير النفايات واستغلالها يعد موارد مهمة ومن مكونات الاستدامة البيئية، إذ يمكن إنتاج الطاقة بواسطة حرق المواد القابلة للاشتعال في النفايات واسترجاع بعض المواد وتصنيعها من جديد كالأوراق، والبلاستيك، والزجاج، والمعادن، وإنتاج سماد من المواد العضوية. كما يعمل التدوير على التقليل من كمية وحجم النفايات الصلبة المتبقية للمدافن، ولا تزيد نسبة ما يتم إعادة تدويره في المملكة ودول الخليج على 5% من إجمالي النفايات وتقف وراء هذا الواقع أسباب عدة من بينها تدني تكلفة عمليات الدفن والتكاليف العالية نسبيا لعمليات جمع وفرز النفايات لإعادة استخدامها.