GhadawiAbdullah@ كشفت مصادر موثوق بها في المعارضة السورية في الولاياتالمتحدة ل«عكاظ»، أن الضربة الأمريكية على مطار الشعيرات في حمص، تأتي في إطار التمهيد لتشكيل تحالف دولي مصغر، يدرس السيناريوهات القادمة في حال قررت واشنطن الإطاحة بالأسد. وقالت المصادر التي توجد في واشنطن، وتتابع زيارة المنسق العام لهيئة التفاوض رياض حجاب الذي من المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، في تصريح خاص أمس «الجمعة»، إن واشنطن تريد فتح الطريق أمام القوى اللاعبة (الدولية - الإقليمية) في سورية لتشكيل تحالف دولي من شأنه السيطرة على الصراع في سورية وتحديد الأولويات، لافتا إلى أن الأجندة الأمريكية لا تزال القضاء على داعش، إلا أن مسألة الإطاحة بالأسد باتت على الطاولة الأمريكية. ولفتت إلى أن قواعد اللعبة في سورية تغيرت، وأن الإدارة الأمريكية بالفعل قررت أن تغير إستراتيجيتها حيال الوضع في سورية، خصوصا بعد المجزرة الشنيعة التي باتت حديث الأوساط السياسية الأمريكية. وقالت المصادر ل«عكاظ» إن الإدارة الأمريكية تدرس نسف كل المرجعيات السياسية الدولية حيال الوضع في سورية، باستثناء قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالأزمة، مشيرة إلى أن مرجعية الأستانة التي أرساها التفاهم الروسي - التركي - الإيراني، لم تعد مقنعة بالنسبة للإدارة الأمريكية التي قررت الدخول في الأزمة السورية من البوابة العسكرية، خصوصا بعد الكم الهائل من السلاح الأمريكي والقاعدة العسكرية الجديدة في عين العرب كوباني. واعتبرت الشخصية المسؤولة عن تواصل المعارضة مع الجانب الأمريكي، أن الرسالة الأساسية من الضربة الأمريكية، توجيه رسالة إلى إيران أيضا بأن الخيارات العسكرية خصوصا على الأرض السورية قائمة في حال استمرت الميليشيات الطائفية بالقتال إلى جانب الأسد، لافتا إلى أن الموقف الإيراني من المجزرة بدا أكثر قلقا، حتى أنهم أدانوا المجزرة دون الإشارة إلى بشار الأسد. من جهته، قال دبلوماسي سوري مقيم في واشنطن، منشق عن النظام السوري منذ بداية الأزمة إن التحرك الأمريكي الآن يركز على وضع قواعد سياسية وعسكرية للتحرك لمحاصرة تداعيات الأزمة السورية، موضحا أن الضربة الأمريكية ستتبعها إجراءات سياسية أخرى في وقت لاحق، مؤيدا توجه الإدارة الأمريكية لتحالف دولي مصغر. واستبعد الدبلوماسي وقوع صدام روسي أمريكي على الأراضي السورية، خصوصا أن روسيا تلقت رسائل تطمينية من الجانب الأمريكي حول الوضع في أوكرانيا، لافتا إلى أن الورقة السورية بمثابة «كرت» ضغط روسي على المجتمع الدولي لتعزيز موقفها في الملف الأوكراني.