كان لأبي بكر الصديق – رضي الله عنه – قريب يمنحه أبو بكر مساعدات لإعانته على متطلبات الحياة. وبعد أن لامس هذا القريب شرف ابنة أبي بكر أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنهما – بالمشاركة في ما اتهمه المنافقون به زوراً وبهتاناً أوقف أبوبكر تلك المساعدات عن قريبه فإذا بقرآن ينزل من رب السماء بقوله تعالى: {وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم} فقال أبو بكر رضي الله عنه: «بلى. نحب مغفرة الله» وأعاد على التو صرف المساعدة لقريبه. هذه المروية تذكر بما هو حال الكثير من الناس، الذين يقطعون الرحم لأسباب لا أتفه منها، وهل هناك أسباب أتفه من الخلاف على نتائج مباريات كرة القدم، وهم يعلمون أن الكرة لا رأس لها فيوم لك ويوم عليك. ولقد توعد الله جل وعلا قاطع الرحم باللعن والطرد من رحمته، حيث يقول عز من قائل بسورة محمد: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ}. وفي حديث رواه البخاري ومسلم عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله». وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أن الله تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى، قال: فذلك لك». كل هذا الوعيد لقاطع الرحم فما هو يا ترى ما يتوعد به الواحد القهار قاطع صلة القرابة وخصامهم من أشقاء وأبناء وبنات العم، وأبناء وبنات الخالة ومن هم من حبال الرقبة. فقد جاء في ما روي عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: {خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ مُجْتَمِعُونَ فَقَالَ يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ اتَّقُوا اللَّهَ وَصِلُوا أَرْحَامَكُمْ فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ ثَوَابٍ أَسْرَعَ مِنْ صِلَةِ الرَّحِمِ، إيَّاكُمْ وَالْبَغْيَ فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ عُقُوبَةٍ أَسْرَعُ مِنْ عُقُوبَةِ بَغْيٍ، إيَّاكُمْ وَعُقُوبَةَ الْوَالِدَيْنِ فَإِنَّ رِيحَ الْجَنَّةِ يُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَلْفِ عَامٍ وَاَللَّهِ لَا يَجِدُهَا عَاقٌّ وَلَا قَاطِعُ رَحِمٍ وَلَا شَيْخٌ زَانٍ وَلَا جَارٍّ إزَارَهُ خُيَلَاءَ. إنَّمَا الْكِبْرِيَاءُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. وَالْكَذِبُ كَلِمَةُ إثْمٍ إلَّا مَا نَفَعْت بِهِ مُؤْمِنًا أَوْ دَفَعْت بِهِ عَنْ دِينٍ}. وإلى الغد لنرى ما لعاق الوالدين وقاطع العلاقة بأهله من حبال الرقبة. ولا حول ولا قوة إلا بالله. السطر الأخير: مهما علا حظك وزاد المرتبة لا خير في قاطع رحم ما لم يتب. [email protected]