hussamalshikh@ رغم أن جائزة الملك فيصل اعتمدت في العام 1977، فيما نوبل تمنح منذ العام 1901، أي قبل نحو 76 عاما، إلا أن جائزة الفيصل حازت مكانة عالمية لا تقل بأي حال عن جائزة نوبل، لدرجة أن فائزين كُثرا بجائزة الملك فيصل حازوا بعدها جائزة نوبل. وتعود قصة جائزة الفيصل إلى العام 1397/1977، إذ أعلن الأمير خالد الفيصل إطلاق مؤسسة الملك فيصل الخيرية جائزة عالمية باسم الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، على أن تمنح للعلماء الذين قدموا في مجالات الإسلام والدراسات الإسلامية والأدب العربي والطب والعلوم. وقد منحت أول مرة عام 1399/ 1979، ثم أضيفت إليها جائزتان إحداهما في مجال الطب عام 1981، ومنحت في العام التالي، والثانية في العلوم عام 1982، ومنحت في 1984. وقد منحت الجائزة منذ إنشائها إلى 229 فائزاً من 40 دولة. ولما تتميز به من دقة وأمانة في اختيار الفائزين اكتسبت سمعة عالمية طيبة، ومكانة مرموقة بين كبريات الجوائز في العالم. وتعد الجائزة العربية السعودية بعدا حضاريا يفخر به كل عربي ومسلم؛ إذ حققت أهدافها لاجتهاد القائمين عليها في تطبيق نظامها القائم على الحياد، وتنفيذهم إجراءات الترشيح بدقة وإحكام، وتقام سنويا حفلة كريمة تحت رعاية ملك المملكة العربية السعودية، تمنح فيه الجائزة لمستحقيها، ممن يعلن فوزهم قبل ذلك بأشهر. وحصل عدد من الفائزين بجائزة الفيصل على جائزة نوبل، ما يعكس مكانة الجائزة وحيادها؛ ففي العام 1984 حصل جيرد بينج (فيصل للعلوم) ليحصل بعدها بعامين في 1986 على نوبل في الفيزياء، وحصل هنري روهرر (فيصل، علوم، 1984) (نوبل، فيزياء، 1986)، وحاز ثيودور هينش (فيصل، علوم 1989)، (نوبل، فيزياء، 2005)، وحصل العالم المصري أحمد زويل (فيصل، علوم، 1989)، (نوبل، فيزياء، 1999)، وفي العام 1992 حصل ستيفن شو على جائزة الفيصل في العلوم، ونوبل في الفيزياء عام 1997، تلاه كارل باري شابلن (فيصل، علوم، 1995)، (نوبل، كيمياء، 2001)، ومن ثم غونتر بلوبل (فيصل، علوم، 1996)، (نوبل، طب، 1999)، وإريك كورنيل (فيصل، علوم 1997)، (نوبل، فيزياء، 2001)، وكارل ويمان (فيصل، علوم، 1997)، (نوبل، فيزياء، 2001). يذكر أن جائزة نوبل كانت «تكفيرا» عن شعور صاحبها «ألفريد نوبل» مخترع (الديناميت) بالذنب الذي لحقه من جراء اختراعه الذي دمر حياة الملايين، ما دفعه للتوصية بجائزة اعتبرها «صخرة الخلاص» من عبء الضمير والشعور القاتل بالذنب، بينما جائزة الملك فيصل العالمية تعمد إلى استنبات وغرس للقيم ونفع الحضارة الإسلامية والعربية والعالمية على مر العصور.