okaz_online@ عمق إستراتيجي وتاريخي وحضارة وحسن جوار وجغرافيا متشابهة وأخوة متأصلة وموروث متقارب ولغة واحدة تتميز بها العلاقات بين الشقيقتين المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية، تعزّزها المصالح المشتركة والمتبادلة. وتتماثل المملكتان قديما وحديثا في المواقف السياسية الدولية والإقليمية، بتوافق الرؤى والمنطلقات على مستوى قيادتيهما العليا إزاء مجمل القضايا والأحداث الدولية التي تخص منطقة الشرق الأوسط أو القضايا الدولية الأخرى، في جو من التفاهم العميق والتشاور المتبادل التي تتشكل في الزيارات التاريخية المتتالية في ما بين ملوك الدولتين في احترام متبادل. في عام 1933 تباعث الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن والأمير عبدالله بن الحسين برقيتين أعربا فيهما عن رغبتهما في تحسين وتطوير العلاقات بين البلدين، وعلى إثر الاعتراف المتبادل بينهما شرعت الحكومتان في إجراء المحادثات التي نتج عنها عقد معاهدة تعزيز صداقةٍ وحسن جوارٍ وتنظيم للحدود. وبعد ذلك جرى تعميق العلاقات بينهما بزيارة الملك سعود بن عبدالعزيز عندما كان وليا للعهد إلى شرقي الأردن عام 1935، وأدّت الدبلوماسية السعودية والأردنية بقيادة الملك عبدالعزيز والأمير عبدالله دورا كبيراً في توقيع تأسيس الجامعة العربية. وتوالت الزيارات بين ملوك المملكتين حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي تسلم بعد توليه مقاليد الحكم برقية تهنئة من أخيه الملك عبدالله الثاني بن الحسين تضمنت التأكيد لحرصه على استمرار التنسيق والتشاور حول مختلف القضايا التي تهم الأمة والشعبين الشقيقين. والتقى ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز خلال زيارته إلى المملكة الأردنية الهاشمية في 19 / 10 / 1436 بالملك عبدالله الثاني وعدد من المسؤولين في الأردن، وعقدا محادثات ثنائية وموسعة، وأكدا أهمية التقدم في العملية السلمية على أساس المبادرة العربية للسلام وقرارات الشرعية الدولية لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في حصوله على حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة الكاملة. وشهد البلدان يوم 20 رجب 1437 التوقيع على محضر إنشاء مجلس «التنسيق السعودي الأردني»، بهدف تنمية وتعميق العلاقات الاستراتيجية بينهما في المجالات المشار إليها في البيان المشترك. تعاون أمني وعسكري: وفي الجانب الأمني والعسكري والدفاعي يتسق التعاون بين البلدين، ويهدف إلى تعزيز أوجه التعاون المشترك بين جهازي الأمن العام والاستمرار في تبادل الخبرات الأمنية والشرطية، وشارك الأردن في العرض العسكري للقوات المسلحة السعودية والقوات المشاركة من الدول الشقيقة تمرين «رعد الشمال»، للتدريب على كيفية التعامل مع القوات غير النظامية، والجماعات الإرهابية، وشاركت السعودية في مؤتمر الإصلاح الجنائي في العاصمة الأردنية، بعنوان «الإصلاح الجنائي وحقوق الإنسان.. توجهات حديثة»، كما شاركت السعودية والأردن في التمرين المشترك (اليرموك 1) بتبوك، وشاركت السعودية بوفد في «منتدى عمّان الأمني» الذي نظمه المعهد العربي لدراسات الأمن بالجامعة الأردنية، لمناقشة أبرز التحديات الأمنية التي تشهدها المنطقة. .. وزراعي واقتصادي: وفي الجانب الزراعي يسعى البلدان دوما لزيادة التبادل التجاري الزراعي وتسهيل انسياب السلع الزراعية وإزالة المعوقات وتبادل الخبرات في المجال الزراعي وقطاع الثروة النباتية وآفاق التعاون الزراعي المستقبلي عبر الاتفاقيات الموقعة بين الحكومتين من أجل تحسين إدارة واستثمار المياه الجوفية في طبقة الساق/الديسي، لتحقيق التنمية الوطنية، وبما يعود بالنفع على البلدين الشقيقين. وحسب ما عبر عنه عدد من الاقتصاديين في الأردن فإنهم يعدون السعودية الشريك الاقتصادي الأول للأردن، بحجم تبادل تجاري بمليارات الدولارات، حيث شكلت نسبة الصادرات الأردنية إلى السعودية نحو 14% في عام 2015 من إجمالي الصادرات الأردنية، في حين شكلت المستوردات الأردنية من السعودية ما نسبته 20% من إجمالي المستوردات من دول العالم، وأن السعودية تتبوأ موقعاً متقدماً في قائمة المستثمرين في الأردن مع حجم استثمار فاق ال 10 مليارات دولار، في قطاعات النقل والبنية التحتية والطاقة والقطاع المالي والتجاري وقطاع الإنشاءات السياحية.