حتى الآن تبدو معظم الفعاليات الترفيهية موجهة للميسورين ولا مكان للفقراء والبسطاء في أجندتها، فأسعار تذاكر حضور ودخول الفعاليات والأنشطة والعروض الترفيهية مترفعة ولا يمكن أن تكون في متناول الأسر الكبيرة العدد! حتى الحفلات الغنائية التي قيل إن الهدف منها هو إعادة المطربين السعوديين إلى الجمهور السعودي في وطنه بدلا من نقل الجمهور إليها في البلدان الأخرى وجدنا أن أسعارها لا تقل كثيرا عن أسعارها في تلك البلدان، مما يعني أن الشريحة المستهدفة ليست تلك العاجزة عن تحمل تكاليف السفر إلى الخارج! أيضا نجد أن ما يسمى ب«الإيفينتس» -الاسم الأجنبي لوحده يستحق مقالا في عقدة اللغة- تفرض رسوم دخول باهظة غير ما سيدفعه الشخص بعد دخوله مقابل الخدمات والأنشطة والأطعمة، وكان يفترض أن يكون رسم الدخول رمزيا ما دام المنظمون يتقاضون أجورا من أصحاب الأنشطة وأكشاك المشروبات وعربات الأطعمة! كل ما أراه حتى الآن من أنشطة ترفيهية لا يتفق مع رسائل توجيه المجتمع نحو الترشيد لمواجهة انخفاض الدخل مع رفع الدعم، ولا يساعد على خلق ثقافة التوفير ووعي الإنفاق في المجتمع، بل هو استمرار لسياسة الاحتلاب الربحي الجشع لجيب المواطن! لذلك يجب أن يدرك المواطن أن وعيه في الإنفاق هو ما يحدد اتجاهات تكاليف مثل هذه الأنشطة، فلو وجدوه مقبلا عليها منفقا ما في الجيب حتى يأتيه ما في الغيب فسيستمرون في احتلابه حتى آخر قطرة، ولو وجدوه واعيا بكيفية إنفاق الريال مقابل القيمة التي يستحقها فسيتعاملون معه كمستهلك واع وليس ضرعاً يحتلب!