منذ أن بدأت موجة البرد وهطول الأمطار في مناطق المملكة، وأنا أتابع الجدل الذي اشتعل بين هواة الطقس ومسؤولي الأرصاد، فالهواة وبعض المهتمين بعالم المناخ يجتهدون ليلا ونهارا ويصرحون عبر الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي وخصوصا المواقع الإلكترونية بتوقعات الطقس وهطول الأمطار سواء، صابت أو خابت، وفي الاتجاه الآخر يؤكد مسؤولو الأرصاد أن مسؤولية توقعات الطقس وتحاليل المناخ هي من مسؤوليتهم باعتبار الأرصاد الجهة المخولة رسميا من الدولة في بث التوقعات المناخية وأي تقارير خارجة عن نطاقهم في تلك المصادر تتحمل كامل المسؤولية. ما دعاني إلى كتابة هذا المقال فيديو وصلني عبر الواتس يتوقع فيه هطول ثلوج في المدينةالمنورة وكانت للأسف غير صحيحة، وقد نفت الأرصاد ذلك عبر «عكاظ» على لسان نائبها لشؤون الأرصاد الذي أوضح أن هذه مثل هذه الفيديوهات مجرد شائعات يروجها البعض لإثارة البلبلة، فيما أكد متحدث الأرصاد أن معظم هذه الفئة التي تبث تقارير وتنشر الفيديوهات وتغرد ليلا ونهارا هدفها الظهور الإعلامي لا أقل ولا أكثر. لا شك أن مثل هذه الأمور لها تبعات سلبية تنعكس على المجتمع، فعند ظهور غير المختص وتوقعه اجتهادا بحالة جوية مطرية وبث تغريدته في حسابه فإن المتابعين ومن خلال إعادة التغريدة يسهمون في نشر الخبر غير المستند للضوابط العلمية وقد يتسبب ذلك في إلغاء رحلة الشخص أو تغيب الأبناء عن المدرسة، فارتفاع أعداد المجتهدين بعلوم الطقس وهي فئة هاوية تجتهد وتبادر وتخاطر والضحية المتلقي الذي يستقبل الخبر عبر رسالة جوال. أتمنى كما يتمنى الجميع حسم هذا الملف، ففي جميع دول العالم هناك جهة واحدة رسمية تصدر بيانات وتحاليل الطقس وتتحمل كامل المسؤولية وهي «الأرصاد»، أما لدينا فكل من هب ودب يغرد ويصرح ويشاكس وينفي وغير ذلك، كما لا يفوتني أن أشير إلى أن هيئة الأرصاد أطلقت تطبيقات توضح كل التوقعات المناخية وحالة الطقس في مدن المملكة وكل هذه المعطيات تدعو الأرصاد إلى الإسراع في إصدار نظام الأرصاد المتضمن العقوبات المتعلقة بالمجتهدين الذين لا علاقة لهم بإصدار التقارير؛ لأنه وفقا للمسؤولين في الأرصاد فإن هذا النظام مازال رهن الدراسة. [email protected]