OKAZ_online@ إشادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بجهود رجال الأمن الأوفياء، وما يقدمونه من تضحيات وبطولات فداء لدينهم ووطنهم وأمتهم، هي رسالة أبوية من القائد تحفّزهم على المضي قدماً في مواجهة هذه الفئة الضالة الآثمة الباغية والتي اتبعت سبل الشيطان واستحلت الدماء المحرومة، وعلى قطع دابر الإرهاب.وكما قال الملك سلمان في برقية شكر وجهها لولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز «سرنا كثيراً ما سطره أبناؤنا رجال الأمن الأوفياء من بطولات وتضحيات فداء لدينهم ووطنهم وأمتهم ومقدساتهم.. ومواجهة فئة ضالة آثمة باغية خالفت أمر ربها وسنة نبيه»، تقدير يستحقه أبناؤنا الأشاوس الذين يقدمون أرواحهم رخيصة في سبيل أن يظل الوطن آمناً بعيداً عن أهواء حملة الفكر البغيض المضلل. وتأتي إشادة الملك سلمان برجال الأمن لقناعته بدورهم الفاعل في مواجهة قوى الشر والبغي للحفاظ على أمن واستقرار وطنهم. وبدعم الملك سلمان وولي العهد وولي ولي العهد تواصل السعودية دورها المحوري المهم في مكافحة الإرهاب بكافة صوره وأشكاله محلياً وإقليمياً ودولياً، وهي منذ أن وقعت على معاهدة مكافحة الإرهاب الدولي في منظمة المؤتمر الإسلامي خلال شهر مايو 2000، وحتى الآن لا تزال تعمل على استئصال شأفة الإرهاب بمختلف الوسائل، ولا تزال تذكر العالم في كل مناسبة محلية وإقليمية ودولية بخطورة هذه الظاهرة في زعزعة استقرار أمن العالم، وكما قال الملك سلمان بن عبدالعزيز في كلمة ألقاها خلال شهر رمضان الماضي: إن الإرهاب لا يفرق بين الحق والباطل، ولا يراعي الذمم، ولا يقدر الحرمات، فَقد تجاوز حدود الدول، وتغلغل في علاقاتها، وأفسد ما بين المتحابين والمتسامحين، وفرق بين الأب وابنه، وباعد بين الأسر، وشرذم الجماعات. «وطن 87» لرفع الجاهزية وفي إطار اهتمام السعودية وسعيها الدائم لمواجهة خطر الإرهاب، يواصل أبناؤها رجال الأمن تدريباتهم من خلال التمارين العسكرية التي تنطلق في هذه البلاد بين فترة وأخرى، وتجري حالياً الترتيبات لإطلاق التمرين التعبوي المشترك الثاني للقطاعات الأمنية (وطن 87)، المزمع تنفيذه في المدينةالمنورة، ويهدف -وفق ما ذكر مدير الأمن العام الفريق عثمان بن ناصر المحرج- إلى تعزيز ورفع درجة التنسيق والتعاون بين جميع القطاعات الأمنية بوزارة الداخلية لمواجهة الأزمات والمواقف الطارئة، وتفعيل إجراءات القيادة والسيطرة والاتصالات لإدارة الأزمات على مستوى القطاعات الأمنية، وإبراز القدرات الاحترافية والجاهزية للقطاعات الأمنية في مواجهة ومعالجة المواقف والأحداث الأمنية، ورفع كفاءة الأجهزة الأمنية في القطاعات الأمنية المشاركة، وزيادة قدرتها على مكافحة الأعمال الإرهابية، وتبادل الخبرات الأمنية بين منسوبيها في المجالات الأمنية، ويشتمل التمرين على فرضيات تحاكي المخاطر المتوقعة والتهديدات التي تمثلها الجماعات الإرهابية، منها فرضيات اقتحام مبنى، ومهارات الرماية، والاستيلاء على حافلة لنقل السجناء واستعراضُ مهارات الاشتباك وغير ذلك من العروض العسكرية بهدف رفع مستوى الجاهزية الأمنية بين قطاعات وزارة الداخلية عبر تعزيز ورفع درجة التنسيق والتعاون فيما بينها. وتواصل وزارة الداخلية جهودها في رفع مهارات وجاهزية رجال الأمن لدحر الإرهاب بما تنظمه من دورات تدريبية، ومن تلك البرامج التدريبية دورة لمكافحة الإرهاب احتفلت قوات أمن المنشآت أمس الأول (الخميس) بتخريج 47 متدرباً منها، وذلك بمركز تدريب ذهبان قرب جدة، لينضموا إلى زملائهم في مواجهة الإرهابيين ومحاصرتهم وكشف أوكارهم بالضربات الاستباقية. نشر الوسطية ولم تكتف السعودية فقط بمواجهة رجال الأمن بل تحرص في الوقت ذاته على دحر الأفكار المضللة التي يحاول الإرهابيون زرعها في نفوس الشباب والإغرار بهم، لذلك أُنشئ مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية الذي يسعى لتحقيق أهداف عدة منها الإسهام في نشر مفهوم الوسطية والاعتدال، ونبذ التطرف والأفكار المنحرفة، وتحقيق التوازن الفكري والنفسي والاجتماعي لدى الفئات المستهدفة، وإبراز دور المملكة في مكافحة الإرهاب والتصدي للأفكار المنحرفة والضالة ورعاية وإصلاح الشباب، والإسهام في الجهود الوقائية للتصدي للأفكار المتطرفة والمنحرفة، والتعرف على نوعية الانحرافات الفكرية الموجودة لدى الفئات المستهدفة، وتأهيل الفئات المستهدفة للاندماج التدريجي في المجتمع ورعايتهم والتواصل مع أسر الفئات المستهدفة وتقديم المساعدة لهم. ولتحقيق هذه الأهداف ينفذ المركز خططاً تطويرية لمهماته، ويطلق بين فترة وأخرى برامج للمناصحة الوقائية والعلاجية للفئات المستهدفة، وأخرى للرعاية والتأهيل للمستفيدين بهدف تعزيز السلامة الفكرية لهم وإكسابهم المهارات التي تسهم في إعادة اندماجهم في المجتمع وليعودوا أعضاء صالحين يؤدون دورهم الاجتماعي بكفاءة واقتدار، ويجري المركز الدراسات والبحوث العلمية ذات العلاقة بطبيعة عمل المركز من أجل تطويره، ويهتم المركز ب(برنامج الرعاية اللاحقة) للعناية بالموقوف الذي أطلق سراحه بصورة نهائية، وذلك بتقديم الخدمات الإنسانية والاجتماعية له والتواصل مع عائلته وذويه وزياراتهم، وتسهيل اللقاءات للراغبين من رجال العلم الشرعي مع الموقوفين من أفراد الفئة الضالة للتحدث إليهم وتصحيح أفكارهم.