جنون الكرة لم يفارقه وهو في سن ال«44»، فلا يزال يطارد (الأميرة السمراء)، جائعا للبطولات القارية بعد حصوله على الثلاثية التاريخية مع منتخب الفراعنة أعوام (2006، 2008، 2010)، وقبلها كان ضمن الحاصلين على ذات البطولة في بوركينا فاسو 1998. أخطبوط حراسة المرمى عصام الحضري، لم يدع اليأس يدبُّ في نفسه؛ جراء مشاركة زميله حارس الزمالك المصري أحمد الشناوي أساسياً مع منتخب الفراعنة في بطولة (كان 2017) بالجابون، بل ظل مرابطاً على مقاعد البدلاء عسى بفرصة ذهبية تأتيه لاقتناصها والظهور كأنه ابن العشرين في بطولة ظن الجميع أنه سيغيب عنها بفعل تقدم السن، وهو ما تحقق له بالفعل عندما أصيب الشناوي وبرع هو في التصديات أمام مالي، وقاد مصر للفوز بنقاط المباراة والتأهل على رأس المجموعة الرابعة، لضرب موعد مع المغرب في الدور ربع النهائي. قائد المنتخب المصري تفوق على الجميع، وأصبح اللاعب الأكبر سناً على الإطلاق في نهائيات الأمم الأفريقية، مشاركاً للمرة السابعة في البطولة، بفارق مرة واحدة عن الرقم القياسي لقائد الكاميرون الراحل ريجوبير سونج، ومواطنه أحمد حسن. قبل ست سنوات سألته عن سر استمراريته وتميزه بهذه السن، فصارحني بالقول: «لا أكتفي بالتدريبات الرسمية مع الفرق التي لعبت فيها، إنما لدي مدربي الخاص لأحافظ على لياقتي البدنية حتى في أيام التوقف عن النشاط الرسمي.. أحب كرة القدم وأجتهد لأكون مميزاً على الدوام». وعلى الرغم من خلافاته مع أندية عدة وتنقله من نادٍ لآخر، إلا أن مستوى الحضري يظل شبه ثابت، بل مصدر طمأنينة للدفاعات التي يقف خلها، لما يملكه من إمكانات لفتت انتباه أفضل حراس الطليان (جان لويجي بوفون). ابن دمياط البالغ من الطول 1.87 متر، ملفه مع الأندية مليء بالإنجازات، إذ حصل على لقب دوري أبطال أفريقيا أربع مرات، ومثلها في السوبر الأفريقية، و10 بطولات دوري، وخمس بطولات كأس مع الأهلي والزمالك والإسماعيلي، إضافة إلى برونزية سيكافا 2011 في تنزانيا مع المريخ السوداني، الذي نال معه لقب الدوري الممتاز السوداني موسم 2011/ 2012، وكأس السودان (موسم 2012/ 2013)، بينما حصل على (أحسن حارس فى أفريقيا) من 2006 حتى 2013، ولا يزال يبحث عن المزيد من الألقاب المحلية والقارية.