كشف الروائي حجي جابر عن كرهه لعمله الروائي الأول «سمراويت» بعد مرور أكثر من أربع سنوات على نشره، مبيناً أن العمل يحتوي على الكثير من المشكلات روائياً، ولو قدر لي كتابتها من جديد سأعدل الكثير من الأشياء فيها، أولها نهاية الرواية، قائلاً إنه كتب سمراويت بصدق عال لكن دون وعي، الأمر الذي أتى لاحقاً في «مرسى فاطمة» و«لعبة المغزل» اللتين تعنيان لي أكثر من سمراويت، وأعتقد أن مرسى فاطمة هو أنضج أعمالي. مبيناً «أن الكتابة الأولى لأي كاتب تحتوي على كتلة مهولة من المشاعر والصدق والأحاسيس، والوعي يخفي هذه المشاعر، بسبب استشعارك بوجود سلطة للقارئ الذي تفكر ملياً في خياراته ورغبتك في عدم خسارته». مبدياً انزعاجه من النظرة الدونية التي تصنف الرواية كونها مضيعة للوقت وللتسلية فقط، ولا تحمل أي فائدة، فالرواية مكانتها أعلى مما يعتقد الكثيرون، وهناك العديد من الأفكار العظيمة التي يمكن تضمينها في الروايات، ولا تقتصر على القصص الفارغة، مؤكداً أن الرواية تقدم شيئا أعلى من المعلومات ألا وهو التصورات، إذ تقربك من مواقف لم تعايشها من قبل. مضيفاً «إن الرواية تغير في القارئ والكاتب على حد سواء، فالرواية تغير في نفسية كاتبها، وأول ما تغيره هو طريقة القراءة كماً وكيفاً، فبعد إصدار كتابك تنخرط في موجة قراءة مكثفة بدون أي كتابة، لتعود بشكل متجدد تماماً، وأن القارئ دائماً ما يسبق الكاتب». مؤكداً «أن الكتابة وسيلة فعالة للانتقام، فأثناء كتابتي ل«سمراويت»، وجدت نفسي أنتقم من كل خيباتي، والكتابة تسهل لك هذا الانتقام؛ إذ تستحضر جميع تفاصيل ماضيك وتكتب عنه، وتجارب الكاتب الحياتية هي ما تثري العمل الروائي للكاتب، ويمكن ملاحظة ذلك في الرواية النسوية السعودية التي تعد ساذجة ويعود ذلك للتجربة الحياتية المحدودة التي تعيشها المرأة».