أسعدني كثيراً حضور جزء من فعاليات الاجتماع السنوي للجمعية السعودية لصحة اليافعين، وكانت هذه السعادة تتمثل أولاً في المشاركة من القطاع الخاص متمثلاً في مستشفى الدكتور سليمان فقيه بجدة في استضافة لقاء الجمعية وتوفير جميع الإمكانات اللوجستية لإقامة اللقاء على أكمل وجه وهذا ما أتمناه من الشركات والمؤسسات الصحية وغيرها في دعم الجمعيات السعودية المتخصصة لإقامة فعالياتها وإثراء المجتمع بما في جعبة هذه الجمعيات من مخزون علمي كبير ينتظر فقط الدعم اللوجستي لنشر الوعي الصحي بين كافة شرائح المجتمع. ثانياً، وهو الأهم والمثلج للصدر هو تخصيص لقاء لمدة ساعتين لسماع صوت شباب وشابات تراوح أعمارهم من 12 إلى 20 عاماً لتقديم عروض عن المشكلات التي يواجها جيلهم وطرح الحلول المقترحة من وجهه نظرهم الشخصية وبعد ذلك فتح حوار مع الخبراء في مجال الصحة المدرسية والنفسية والاجتماعية. ما أبهرني في هذا اللقاء هو ما وجدته في شخصية هؤلاء الشباب والشابات وهم ما زالوا يرسمون طريق المستقبل وفي مقتبل العمر وكأنهم خريجو جامعات وما قدموه يتجاوز فئتهم العمرية بمراحل. كانوا في منتهى الاحترافية في إلقاء المادة العلمية وتسلسل الأفكار وكذلك الوقت المتاح لكل واحد منهم. هؤلاء المجموعة هم فقط مثال بسيط لجيل قادم نتمنى أن يؤخذ بيده إلى الطريق الصحيح وتكون أمامه القدوة الحسنة وكذلك الخدمات الكاملة المقدمة من الدولة. مواضيع مختلفة طرحت وكانت من وجهة نظري تخص من يهتم بهذا الجيل في هذه الفئة العمرية، فكان حوارا مع الوالدين ومع الأسرة، ومواقع التواصل الاجتماعي وأثرها عليهم، وأهمية الرياضة والتغذية السليمة وضرورة اكتشاف الأمراض النفسية الخفية في السن المدرسي والاختيار المبكر للتخصص الجامعي. جميعها محاور جوهرية وتحتاج إلى اهتمام من الجهات ذات العلاقة وخصوصاً وزارة التعليم ومزيداً من الدراسة لزيادة الوعي المجتمعي في هذه الجوانب المهمة لكل شاب وشابة. هذه المحاور لا بد أن تكون ضمن المنهج المدرسي في التعليم العام، لا نريد مادة علمية جامدة ولا بد من مشاركة الطلاب والطالبات في تصميم وتقييم المنهج الدراسي. هذا الجيل يحتاج إلى أدوات ومواضيع تتناسب مع عصره، فالمعلومة أصبحت في متناول اليد ولكن جيل الوقت الحاضر يحتاج إلى التجديد المستمر في التوجهات والأفكار وبما يتلاءم مع عصرهم. مع احترامي للخبراء ضيوف اللقاء، فقد كان البعض بعيداً جداً في مداخلاتهم وتعليقاتهم أنهم يخاطبون شبابا وشابات في مقتبل العمر يحتاجون منا كل الدعم والتشجيع، هم ليسوا متخصصين وإن كانت هناك ملاحظة سلبية على ما قدمه أحدهم فلا بد أن تكون بين الخبير وبين هذا الشاب أو الشابة على انفراد بحكم السن وقلة الخبرة لا أن تتفوه بها إلى الجمهور وعندما يدافع أحد الحضور عن هذا اليافع تقوم بالرد غير اللائق من متخصص وخبير وتزيد من الطين بلة (والله عيب)، فهم ما زالوا عجينة رطبة وطرية يستلهمون المستقبل من خلال القدوة لهم أو لهن. أخيراً الشكر لأمهات وآباء المشاركين والمشاركات في هذا اللقاء والشكر موصول للمنظمين لهذه الفعالية الجميلة التي لم تقتصر على مشاركة المتخصصين بل أشركوا هذا الجيل اليافع في لقائهم الذي لهم من اسمه نصيب. * أكاديمي سعودي.