أكد رئيس الإعلام والدراسات في العلاقات العربية - الروسية ماجد التركي، أن زيارة الرئيس اللبناني العماد ميشال عون للمملكة تمثل مرحلة جديدة ليس في المملكة فقط، بل على المستوى الخليجي بشكل عام، وذلك كون لبنان عاشت فراغا سياسيا رئاسيا منذ سنوات بسبب السيطرة الإيرانية على المشهد اللبناني من خلال «حزب الله» الذي تمدد إلى قوة عسكرية سيطرت على المشهد السياسي في لبنان تجاه ملفات المنطقة، خصوصا في ما يتعلق بالأزمة السورية. وأضاف: انسحبت المملكة ودول الخليج من المشهد اللبناني، خصوصا بعد المواقف اللبنانية السلبية والمتناقضة في ما يتصل بمصالح منطقة الخليج، والمملكة تحديدا. وأوضح أن كثيرا من الدول التي خطت خطوات تجاه إيران اكتشفت أنها تعطي وعودا بلا مصداقية، وأن المشهد الإيراني يعطيك نقطة لانهاية لها، ولا نتائج سوى التوهان والمشكلات، لذا نجد تلك الدول بدأت تنسحب وتبتعد عن إيران. وأشار إلى أن هذه الزيارة تشكل مرحلة جديدة للبنانيين يجب الاستفادة منها على جميع الاتجاهات. من جانبه، قال الإعلامي والمحلل السياسي الكويتي سعد العجمة، أن زيارة الرئيس اللبناني توضح مدى أهمية المملكة والدور السعودي في المستقبل اللبناني، لافتا إلى أن الجميع يعرفون تبعات وصول الرئيس عون إلى الحكم، وأن السياسة اللبنانية قد تشهد بعض التغير بوجود دور سعودي فاعل في مستقبل لبنان، وهذا لا يمكن أن يكون بمنأى عن الملف السوري. وقال: «كخليجي أرجو أن تكون الرسالة الموجهة إلى ميشال عون من الخليج قد وصلت، وهي أن لبنان خط أحمر بالنسبة لنا جميعا، والسعودية تحديدا، وأن تكون هناك شفافية ووضوح، وخطوات عملية لعودة لبنان إلى الحضن العربي، ووقف التدخلات الإيرانية في تحديد سياسة لبنان داخليا وخارجيا». من ناحيته، أكد المحلل السياسي عادل المكينزي ل«عكاظ» أن مواقف المملكة تجاه شقيقاتها الدول العربية تتسم دوما بالدعم والمساندة في المحافل الإقليمية والدولية، لافتا إلى أن هذا من ثوابت الدولة السعودية منذ إنشائها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز. وقال: «حتى في الحرب الأهلية اللبنانية (1975 - 1990) بين الفرقاء اللبنانيين، فإن السعودية لم تنحز لطرف دون آخر، بل كان خيارها توجه الفرقاء اللبنانيين إلى لقاء الطائف لدعم بناء الدولة، ووصلوا إلى بر الأمان بعد انقضاء أكثر من عقد في صراع دموي استفاد منه أعداء لبنان والأمة العربية». وأضاف أن الزيارة الأولى للرئيس اللبناني المنتخب عون بعد انتخابه تمثل بادرة حسنة من الشقيقة الصغرى تجاه المملكة التي وقفت مع لبنان في أحلك ظروفه وساندته في أزماته، ولا شك أن استقبال القيادة السعودية للرئيس اللبناني تؤكد أن المملكة ترحب بعودة لبنان إلى الحضن العربي والتزامه بمواثيق الأمن العربي في ظل محاولات اختراق الدولة اللبنانية. وأكد أن المملكة حريصة على أن لا يزداد الشرخ في الدولة اللبنانية وأن تتدارك القيادة السياسية الجديدة الخلل في مؤسسة الدولة الأمنية، والتي تعاني من ضعف على أثر تجاوزات حزب الله.