حاولت إيران استباق زيارة الرئيس اللبناني ميشال عون إلى المملكة اليوم، بإعادة الحديث عن استعدادها لتسليح الجيش اللبناني، حيث وصل رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني، علاء الدين بروجردي، إلى بيروت أول من أمس، والتقى عددا من المسؤولين، وقال في تصريحات صحفية "لدينا نية راسخة في مجال تسليح الجيش اللبناني. وهذا الأمر طرح بشكل جدي أثناء زيارة وزير الدفاع اللبناني السابق، سمير مقبل، إلى إيران، لذلك نحن نعتقد أن هذا الأمر من مشمولات الحكومة اللبنانية إن شاءت أن تفعّل هذا الموضوع". وأشار مراقبون إلى أن طهران حاولت استباق الزيارة التي تخشى من تداعياتها على صعيد إعادة لبنان إلى محيطه العربي، مؤكدين أن طهران تشعر بالامتعاض الشديد من هذه الزيارة، فيما تعول عليها بيروت كثيرا، لإعادة العلاقات بين البلدين إلى ما كانت عليه. قال المحلل السياسي توني بولس في تصريح إلى "الوطن" إن اختيار عون المملكة منطلقا لنشاطه الخارجي يحمل بعدا إقليميا واضحا لناحية انتماء لبنان العربي، والتأكيد على علاقة لبنان الوطيدة بالسعودية، واصفا الزيارة بأنها تشكل ردا على كل ما يحاول أن يقوم به حزب الله بمحاولة إظهار أن لبنان هو جزء من المحور الإيراني وليس العربي. العودة للجذور أضاف بولس "تشكل هذه الزيارة التي ستستكمل بجولة خليجية في قطر والكويت ومن بعدها مصر والأردن، صفعة قوية لإيران التي ظنت لوهلة أن عون سيكون أداة بيدها شبيهة لميليشيا حزب الله، وتولي الحكومة أهمية قصوى لجولة عون الخليجية، نظرا إلى ما يتوقع أن ينتج عنها من إعادة العلاقات اللبنانية الخليجية إلى سابق عهدها، إضافة إلى تفعيل المساعدات الخليجية إلى لبنان وفي طليعتها الهبة السعودية، ورفع حظر سفر الخليجيين إلى بيروت". تنقية الأجواء أوضح الكاتب السياسي في جريدة النهار، محمد نمر، أن المملكة هي أول دولة وجهت دعوة للرئيس عون لزيارتها وبالتالي من الطبيعي أن تكون الوجهة الأولى للرئيس، وأضاف "هناك أهمية كبيرة للزيارة ولا يمكن لمس هذه الأهمية إلا بالتذكير بالجو السابق والعلاقة التي تجمع بين الشعبين الشقيقين، رغم ما مرت به تلك العلاقة من توتر خلال العامين الأخيرين بسبب المواقف التي اتخذتها وزارة الخارجية اللبنانية التي لا يزال على رأسها الوزير جبران باسيل تجاه قضايا عدة اتفقت عليها غالبية الدول العربية، وآخرها الذي ارتبط بالهجوم الذي طال السفارة السعودية في إيران.