لازمت جدلية المواطن المصري البسيط وصراعه، في ظل تباين السياقات الاجتماعية بين القرية والمدينة، صاحب البصمة الاستثنائية على الرواية المصرية المعاصرة، الكاتب والروائي أحمد الشيخ، المولود في يوليو 1939، وأحد أهم كتاب جيل الستينات، وأول كاتب مصري تصدر له سلسلة من ثماني روايات عن الريف المصري. تحولت سلسلته الروائية الأهم «الناس في كفر عسكر» إلى عمل درامي كبير يحمل العنوان نفسه، تدور أحداثه في قرية كفر عسكر بمحافظة كفر الشيخ، أقصى شمال مصر في دلتا النيل، بطولة صلاح السعدني ودلال عبدالعزيز، وحقق نجاحا كبيرا، دفع الناس لقراءة السلسلة المكتوبة، وحصل العمل على ذهبية أفضل مسلسل اجتماعي عربي بمهرجان القاهرة العاشر، وست ذهبيات لأفضل ممثلة، وممثلة مساعدة، وسيناريو وإخراج وديكور وتصوير وإضاءة. فيما اختيرت روايته «حكاية شوق» ضمن أفضل 100 رواية عربية صدرت في القرن الماضي. «الشيخ»، صاحب ال40 كتابا للكبار، و27 كتابا للأطفال، عضو في كل من اتحاد الكتاب، نادي القصة، اتيليه القاهرة، جمعية الأدباء، نقابة السينمائيين، جمعية مؤلفي الدراما. حصل على جائزة الدولة التشجيعية في الآداب عن مجموعة النبش في الدماغ، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى في العام 1985، كما حصل على جائزة نادي القصة عام 1963، وجائزة المسابقة القومية بداية السبعينات، وجائزة تيمور الأدبية في التسعينات. وقدم الروائي المتخرج في الآداب قسم تاريخ جامعة عين شمس 1967، وتمهيدي ماجستير في 1968 خلال مسيرته العديد من الأعمال الروائية المهمة، راصدا الكثير من التغيرات السياسية والاجتماعية، التي طرأت على المجتمع المصري بخاصة، كما حاز العديد من الجوائز، آخرها جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 2014 عن مجمل أعماله. من أعماله «حكايات المدندش»، و«سيرة العمدة الشلبي»، و«أرضنا وأرض صالح» (وهي خماسية روائية)، كذلك روايتا «هوامش المدينة»، و«عاشق تراب الأرض». بينما تضمنت مجموعاته القصصية: «مدينة الباب»، و«كشف المستور»، و«الحنان الصيفي»، و«البحر الرمادي»، و«نصف الساعة السعيد»، و«المنام المراوغ»، و«ملاعيب الأكابر»، و«رسام الأرانب»، و«خطافة العيال»، و«مواسم الشروق»، و«عرض مجاني للجميع»، و«دائرة الانحناء»، و«كلام مساطب». ولم يغفل «الشيخ» أعمال الأطفال، التي اعتبرها أحد أهم اهتماماته، كونها تمس وترا خاصا في حياته، ما جعله يخصص للأطفال جهدا خاصا خلال مشواره الأدبي الطويل، إذ قدم للأطفال: «عسكري الشطرنج الأبيض»، و«نخلة حازم»، و«القط الكسلان»، و«أم الخير»، و«الجاحظ»، و«العصفور الأخضر الترجمان»، إضافة إلى سلسلة «الأشياء فى عيون الصغار»، وغيرها، قبل أن يفقده الوسط الأدبي، إثر وفاته أمس الأول (الأحد) 8 يناير 2017.