وصف سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في حديثه لمجلة «ذا فورين أفيرز» إيران بأنها تمثل العلل الرئيسية الثلاث في المنطقة: «الأيديولوجيات العابرة للحدود» و«حالة عدم الاستقرار» و«الإرهاب»، وهو وصف دقيق يلخص الحالة الإيرانية وأسباب عزلتها في المنطقة منذ نجاح الثورة الإيرانية وتأسيس الجمهورية القائمة على مبدأ ولاية الفقيه!. التاريخ يرصد أن لإيران ضلعا في كل حرب قامت في المنطقة وإصبعا في كل بؤرة توتر تشكلت في الدول المجاورة، كما أن لها في معظم دول المنطقة أحزابها المعلنة الموالية أو طوابيرها الخامسة المتوارية، وتشهد مواسم الحج على محاولاتها الحثيثة لتسييس المناسبات الدينية وتجنيد الأتباع وتجييش الحشود، بينما ترعى التنظيمات الإرهابية وتؤوي رموزها وتشجع أعمالها!. أهم ما ذكره الأمير محمد بن سلمان هو تفسير أسباب استمرار توتر العلاقة السعودية الإيرانية، وسر عدم تجاوب الرياض مع محاولات تجسير هوة هذه العلاقة، حيث أشار إلى أن المملكة ستكون خاسرة إن هي أقدمت على التعاون مع إيران دون أن تقوم طهران بتغيير نهجها وتبديل سلوكها!. فلا معنى لأي تقارب أو إبداء حسن نوايا ما دامت إيران مستمرة في نهجها المعادي، ففي كل مرة سعت فيها السعودية لمعانقة إيران كان هناك خنجر مسموم ينغرس في ظهرها!. كتبت يوما: ليت جيرة الإيرانيين كانت بلذة طعامهم وجودة سجادهم ومذاق فستقهم، لكنا دفنا الخليج لنقترب منهم بدلا من أن نتمناه محيطا ليبعدنا عنهم!.