شنّت إيران هجوماً غير مسبوق على تركيا أمس، بسبب اتهامات أنقرة للميليشيات التابعة لطهران بخرق وقف النار في سورية، ما يعزز الذهاب إلى أن الاتفاق الروسي - التركي لوقف النار يخرج إيران تماماً من اللعبة في سورية، وأن موسكووأنقرة تلزمانها بأن تكون ضامنة لتصرفات ميليشياتها اللبنانية، والعراقية، والمرتزقة الذين جلبتهم من أفغانستان وباكستان لتثبيت نظام بشار الأسد. ووصفت وزارة الخارجية في طهران التصريحات التركية التي تحملها مسؤولية انتهاك وقف القتال في سورية بأنها «غير مسؤولة». وقال خبراء في موسكو أمس إن روسيا أبلغت طهران بأنها ستقصف أي ميليشيا إيرانية تتلكأ في مغادرة سورية. وكتب موقع «تابناك» الإيراني التابع للقائد السابق للحرس الثوري الإيراني محسن رضائي أمس، مشيراً إلى التحالف التركي - الروسي - الإيراني الأخير، «أن ما نراه الآن هو أن إيران أصبحت في هذا التحالف مثل الممثل الجالس في زاوية مهجورة، فيما يتم نقل الأجندة الأمنية في سورية تدريجياً إلى موسكووأنقرة». وأكد مراقبون أمس أن إيران استفاقت على حقيقة تدميها، تتمثل في أنها أدركت الآن أن أمريكا لن تسمح لها باليهمنة على العراق، كما أن روسياوتركيا لن تسمحا لها بالهيمنة على سورية، لتحقيق حلمها بأن تسيطر على العالم العربي. وعلى صعيد آخر، قالت منظمة العفو الدولية إن الفصائل التي تحارب إلى جانب القوات العراقية ضد «داعش» ترتكب «جرائم حرب»، باستخدام أسلحة قدمتها الولاياتالمتحدة وأوروبا وروسياوإيران للجيش العراقي. وزادت أمس أن الفصائل التي يغلب عليها الشيعة (الحشد الشعبي) تستخدم أسلحة من مخزون الجيش العراقي لارتكاب جرائم حرب تشمل الاختفاء القسري، والتعذيب، والإعدام دون محاكمة. واستشهدت المنظمة بأبحاثها الميدانية على مدى عامين ونصف العام، وشملت مقابلات مع عشرات من المحتجزين السابقين، والشهود، والناجين، وأقارب قتلى، أو محتجزين، أو مختفين. ويركز تقريرها على أربع جماعات قوية تتلقى دعماً من إيران، وهي «منظمة بدر»، و«عصائب أهل الحق»، و«كتائب حزب الله»، و«سرايا السلام».