ضربت الممرضة السعودية عبير عطالله العنزي مشرفة المراكز الصحية في منطقة الجوف أروع معاني التضحية في موقف إنساني يقل نظيره، عندما تبرعت بجزء من كبدها لطفلة لا تعرفها بعد مناشدة ذويها إنقاذ طفلتهم التي تعاني من تليف بالكبد. وثمنت وزارة الصحة للممرضة عبير من خلال الحساب الرسمي للوزارة عبر موقع «تويتر» مبادرتها الإنسانية، إذ قالت: «شكراً للممرضة عبير العنزي التي سطرت أروع الأمثلة بالعمل الإنساني في إنقاذ حياة طفلة بتبرعها بجزء من كبدها»، مختتمة تغريدتها بوسم «#تمريضنا_فخرنا». وكان نافع الرشيدي (والد الطفلة بشاير التي تم التبرع لها) ناشد المواطنين سرعة التبرع لفلذة كبده بعد إصابتها بتليف في كبدها وهي ترقد في مدينة الأمير سلطان الطبية بالرياض. ولم تتردد عبير في تلبية النداء، رافضة التخلي عن الطفلة لتقوم فعلياً بالتنسيق وإجراء التحاليل، وبعد تطابقها اتجهت إلى المركز السعودي للتبرع بالأعضاء بالرياض لأخذ الموافقة على التبرع بجزء من كبدها، وبعد حصولها على الموافقة أجرت العملية يوم الأربعاء الماضي لتتكلل بالنجاح. عبير تحدثت ل«عكاظ» موضحة أنها عرفت بوضع الطفلة الصحي من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، إذ دشن والدا الطفلة هاشتاقا نشرا من خلاله تفاصيل الوضع الصحي لطفلتهما وأنها بحاجة ماسة لمتبرع ينقذ حياتها. مضيفة أنها بعد مشاهدة صور الطفلة وهي تعاني ألم المرض تواصلت مع والدتها عبر حسابها في «تويتر» مبدية استعدادها التام بالتبرع للطفلة بالجزء الذي تحتاجه من كبدها. وقالت عبير: «لم تصدق والدة الطفلة ما كتبت لها حتى طلبت رقم هاتفي للتواصل المباشر، فأبلغتها بأني على استعداد تام للتبرع للطفلة، وتوجهت بعدها إلى الرياض لإجراء فحوصات مطابقة الطرفين، وبفضل الله أكدت الفحوصات إمكانية التبرع للطفلة، وعلى الفور تم تحديد موعد العملية التي تكللت بالنجاح». وبينت العنزي أن ذوي الطفلة عرضوا عليها مبالغ مالية تكريماً لموقفها النبيل، ولكنها رفضت أن تقبلها طالبة الأجر من الله، مضيفة أنها لا ترغب في الحديث للإعلام، وأنها طالبت ذوي الطفلة بعدم الحديث كذلك لوسائل الإعلام، ولكن تغريدة وزارة الصحة التي أثنت من خلالها على هذا الموقف فتحت المجال لسرد القصة. وثمن المواطنون عبر «تويتر» مبادرة الممرضة وشجاعتها، مطالبين وزارة الصحة بتكريمها، مؤكدين أن ما قامت به أنموذج للإنسانية، وللممرضة السعودية في أعلى تجلياتها. وتوجه المغردون بالشكر والتقدير للممرضة عبير العنزي، مؤكدين أن إيمانها بدورها تعدى الحدود بمد يد العون إلى الطفلة المريضة. فيما قدم والد الطفلة شكره وتقديره لهذه البادرة الشجاعة، واصفا ما قامت به الممرضة بأنه صورة من صور تراحم مجتمع المملكة وخيريته.