لخبراء الاقتصاد نصيحة لمن أرادوا المغامرة بالدخول في سوق الأسهم بأن يبتاعوا أسهم العوائد ذات التاريخ العتيق في الربحية فأصحابها يضعون قلوبهم دائماً على مقاعد راحة البال ينامون على وسادةٍ من ثراء بما تهبهم من دفء الاكتفاء فهي وإن تعرضت للانخفاض أحياناً إلا أنها تقلباتٌ وقتية.. فورة رياحٍ ما تلبث أن تهدأ وسرعان ما تستعيد وهجها حضوراً وتزداد أرباحها نمواً وشخصيتها شموخاً وهذا ما راهن عليه عاشقو عميد الأندية وجدوا في اتحادهم السهم الأكثر عائداً فتكلفوا شراءه مهما غلا ثمنه أيقنوا بأنه الشجرة التي ستظلّهم دهراً بل ثروتهم التي ستحول بينهم ونوائب الأيام تعلقوا به كوليدٍ يلتصق بحضن أمه ارتشفوا حبه ربما قبل أن يتعلموا السير على أقدامهم البدايةُ.. إذا استحضرنا الزمان.. كانت قبل تسعين عاماً وقتها أوقد الاتحاديون منارة فجر نشوء أندية المملكة ويومها تسلل ضوءُ نهارٍ مختلف عبر عروق التاريخ منبئاً بميلاد صرحٍ عريق.. اسمه الاتحاد هو إذن الابن البكر للرياضة السعودية نادي الوطن.. ونجله البار الذي يتباهى به مختالاً نادٍ كان قدره -وما زال- أن يتصدر مشاهد المجد موعدٌ دائمٌ يدق أوتاده على منصات التتويج أصالةٌ وبطولات منحت محبيه ذاك الغرور «الجميل» وحُقَّ لهم ذلك.. وكأني بالمشجع الاتحادي متفاخراً وهو جالسٌ بين أقرانه مشجعي الأندية الأخرى يأخذ نفساً عميقاً ويبوح بجمال ما صدحت به فيروز: «هل جلست العصر مثلي بين جفنات العنب والعناقيد تدلت كثريات الذهب» بطولاتٌ نوعية وإنجازات كبرى لم تشبع نهم النمور تسعون عاماً.. ولا عصا يتوكأ عليها هذا الشيخ الفتي.. تسعون عاماً.. ولا عربة يدفعونه بها من الخلف.. وهنا سر اختلاف الاتحاد عن باقي منافسيه.. فذات بوح لغازي القصيبي -رحمه الله- قال: «مشكلتي ليست النسيان، بل كثرة الذكريات» ومن يقرأ ماضي الاتحاد جيداً ويغوص في أعماق ذكرياته يعلم بأنه لن يستطيع الانسلاخ من كبريائه وإن اعتراه بعض الألم يدرك أنه خيلٌ أصيل يصغي دوماً لوقعِ دقات قلوب عشاقه فأمنياتهم.. أوامرُ جاهزة للتنفيذ من نجومه وأحلامهم.. حقيقة على كف الواقع واليوم.. أتلتيكو مدريد في حضرة عميد الأندية تسعون شمعةً سيطفئها العشاق في جوهرة الملاعب سيحتفلون بعيد ميلاد عمره المديد سيقتطعون نصيبهم من كعكة أشد أندية العالم ضراوة وعند الدقيقة «التاريخ».. الدقيقة ال90 سيحتفلون ويغنون ويرددون: «هذا العميد.. نادي الوطن».