بدأت أولى موجات ارتداد تسونامي. فوز ترامب برئاسة الولاياتالمتحدة تصل سواحل النظام الإيراني وتهدد استمراء هذا النظام ممارسة الإرهاب الإقليمي والخداع الدولي بمحاولة الحصول على موضع قدم فيما يسمى بمعركة مواجهة الإرهاب. فقبل أن يترك أوباما البيت الأبيض للساكن الجديد ترامب اتخذ مجلس النواب الأمريكي الذي يغلب على تشكيلته جماعة ترامب من الحزب الجمهوري قرارين يؤكدان بأن شهر العسل الذي امتد أكثر مما هو مألوف والذي منحه أوباما لملالي إيران يوشك على الانتهاء إن لم يكن قد انتهى فعلاً. القرار الأول الذي اتخذه مجلس النواب الأمريكي وبأغلبية 419 صوتاً ينص على تمديد العقوبات المفروضة على إيران لمدة عشر سنوات جديدة، وقانون العقوبات الذي مدده مجلس النواب كان قد فرض عام 1996 وتضمن فرض قيود على الاستثمارات في قطاع الطاقة في إيران وردع مساعي نظام ملالي إيران للحصول على أسلحة نووية. أما القرار الثاني فيشمل إقرار قانون يمنع الحكومة الأمريكية من تسهيل بيع طائرات تجارية إلى إيران، ويحظر على وزارة الخزانة الأمريكية إصدار تصريحات للبنوك الأمريكية لإبرام الصفقة التي كانت تتضمن بيع أكثر من مائتي طائرة ركاب إلى إيران والتي سبق أن أقرتها إدارة الرئيس المنتهية ولايته أوباما. تصويت أعضاء مجلس النواب جاء بأغلبية 243 صوتاً مقابل اعتراض 174 كشف عن هيمنة الأعضاء الجمهوريين حزب الرئيس القادم ترامب والذين يرون أنه يجب محاصرة النظام الإيراني من خلال التشدد في إصدار العقوبات لأسباب عديدة من أهمها تدخل النظام الإيراني في الأزمة السورية، والدور الخطير لملالي إيران في اليمن، ودعم طهران للإرهاب, والاستمرار في تجارب الصواريخ الباليستية، وإعاقة وتهديد مصالح الولاياتالمتحدةالأمريكية. الإجراءات التي اتخذها مجلس النواب الأمريكي تؤكد بأن العهد الأمريكي الجديد الذي دشنه ترامب قد بدأ حتى قبل وصوله إلى البيت الأبيض، وأن الجمهوريين قد بدأوا بتهيئة الأرضية لترامب لإنهاء خدعة الثقة التي تجرعها أوباما وأمريكا من بعده بملالي إيران رغم كل تجاوزاتهم، برغبة من أوباما أو ميله الذي لا يمكن إخفاؤه للنظام الإيراني الذي استفاد من خرق لوبي ملالي إيران الذي تسلل أفراده للبيت الأبيض، وكان خامنئي وروحاني وتابعهما جواد ظريف يأملون أن تستمر الخدعة وتتعزز الثقة بهم أكثر في حال استمرار عهد أوباما عبر نجاح هيلاري كلنتون التي كان لها الدور الأساسي في بناء جسور التواصل مع الملالي. الذين درسوا أبعاد إجراءات نواب الحزب الجمهوري في مجلس النواب والتي ستعزز في مجلس الشيوخ عبر نظرائهم من الجمهوريين يرون فيها نهاية لمرحلة الخداع والتضليل اللتان مارسهما ملالي إيران طيلة الفترة الثانية في عهد أوباما، وأن وقت الحفلات التي كان أركان النظام الإيراني والتي أتاحها تخاذل وضعف أوباما قد انقضى وسوف يتخلص المشهد السياسي والإعلامي من تبختر جواد ظريف وإطلالاته وابتساماته التي كان يستعرض بها وهو يسير إلى جانب وزراء مجموعة الخمسة + 1.