هكذا يهطل عايض بن مساعد شعرا، فيزهر المكان، إذ يخاطب في هذا النص الشعر بروح الشاعر المسؤول الواعي بأهمية ذلك الكائن المتجذر في دواخلنا، فتتسامى الأبيات وتزداد الكلمات شموخا وسموا وكأنها «زفرة أرواح تحضنها كفوف السحاب». سيدي الشعر ما أرضى لك مجرد حضور وشاعرك ما يليق بْه الحضور/ الغياب..! كان ما أرويت ظامي الذائقة والشعور من سحابة مطر.. ما جيت وهم وسراب..! وكان ما أشعلت بحروفي قناديل نور تغري الليل.. ما زدت الظلام اغتراب وكان ما شمت عن زيف التواضع غرور ما تدانيت ذل.. ولا خضعت ارتياب وكان ما أبدعت «معنى» لو شهادته زور ما استعرته «شهادة عدل» من قاف شاب والله إني على هيبة مقامك غيور لك كرامة دعاء العابد المستجاب طاهر الشعر تثمل به قلوب وسطور زفرة أرواح تحضنها كفوف السحاب سيدي وأنت جذوة نار.. وسْراج نور بين نورك ونيرانك.. نعيم وعذاب ليت من يستبيحك لأجل شهوة ظهور يُجلد ويُقطع لسانه ولا يستتاب