اتهم نائب رئيس مجلس الوزراء التركي نعمان كورتولموش جماعة فتح الله غولن في الضلوع وراء اغتيال السفير الروسي، مشيرا إلى أن قيادات عليا في الجيش التركي تتبع الجماعة أسقطت في وقت سابق الطائرة الروسية في «محاولة للتأثير على العلاقة الروسية التركية». وأعتبر المسؤول التركي الذي زار السعودية أمس الأول في حوار مع «عكاظ» أن العلاقة المميزة بين روسيا وبلاده لا تعني «إزالة جميع نقاط الاختلاف بين أنقرةوموسكو»، متمنيا أن تصل بلاده مع روسيا و«الدول المعنية» بإيجاد الحل في الصراع السوري. وأستبعد نائب رئيس مجلس الوزراء أي وجود لبشار الأسد في مستقبل سورية «كونه قذف الموت على شعبه»، بيد أنه أستدرك قائلا: «الشعب السوري هو من يقرر عما إن كان يرى أن يبقى بشار الأسد في المستقبل أم لا». وتمسك كورتولموش بموقف رئيسه أردوغان المتصلب من القاهرة، ورأى أن تقريب وجهات النظر بين مصر وتركيا يتطلب عدة خطوات. ويبدو أن الشروط التركية صعبة للغاية. والى نص الحوار : • حمّل وزير الخارجية التركي جماعة فتح الله غولن مسؤولية اغتيال السفير الروسي في أنقرة، ما هو تعليقكم؟ ••قبل كل شيء نعزي عائلة السفير والشعب الروسي، لأننا نعتبر هذا العمل هجوما دنيئا، كان الهدف من ورائه التأثير السلبي على العلاقة بين روسياوتركيا، وقامت تركيا بكل ما بوسعها في الإجراءات اللازمة، وإعادة جثمان الفقيد إلى روسيا. ومنذ عام 2015 وحتى الآن، هناك العديد من الجماعات الإرهابية أعلنت الحرب على تركيا، وأحد هذه التنظيمات الإرهابية حزب العمال الكردستاني «بي كي كي»، وداعش الإرهابي، وجماعة فتح الله غولن. هذه التنظيمات بين الفينة والأخرى تقوم بالتعامل سوية للهجوم ضد تركيا. وقبل فترة أسقطت طائرة روسية، وقد فهمنا بعد ذلك أن من تسبب في إسقاط الطائرة هم قيادات في الجيش تنتمي إلى جماعة فتح الله غولن، ومن قام بعملية اغتيال كارلوف له أرتباطات أيضا بجماعة غولن. وتركيا سوف تستمر في مساعيها في البحث والتحري إلى آخر نقطة في عملية اغتيال كارلوف، وليس من قام بالعملية فقط، بل الذين وراءهم، ومن قام بالإيعاز لهم لتنفيذ هذه العملية. هذه الحادثة لن تخرب العلاقة بين روسياوتركيا، والتعاون الوثيق بين البلدين، كلما أزدادت سوف تنعكس إيجابا على أمن المنطقة، وكانت البوادر الإيجابية عن علاقتنا المميزة البحث عن حل في الملف السوري. • إلى أين ستذهب علاقة موسكووأنقرة في الملف السوري؟ خصوصا وأن الثوار السوريين لا يرون مستقبلا لبشار الأسد؟ ••نحن نقوم بتحسين علاقتنا مع روسيا، وهذا لا يعني أننا قد أزلنا جميع نقاط الاختلاف معها. وللأسف الشديد الإنسانية والمجتمع الدولي قد سقط في الوضع السوري، والذين يموتون في حلب ليس الحلبيين فقط، وإنما الإنسانية تموت هناك أيضا. ومنذ العام الثاني للثورة السورية دخلت القوى العظمى على الخط وباتت تتصارع داخل سورية عن طريق وكلائها، هناك مجموعات يتم تسليحها وهناك جماعات تتم مساندتها، ولا يقل عن 600 ألف مواطن سوري بريء قتل في سورية. ونظام بشار عبر دباباته ومدفعياته وطائراته، يقذف الموت على شعبه ومدن تاريخية كحلب ودمشق قد دمرت، واستخدم نظام الأسد أسلحة كيماوية وهذه تهمة عالمية، لذلك لابد لنا إيقاف هذه الحرب ولا يمكننا إجبار السوريين بحل رغما عنهم. نحن نقف بجانب رغبة الشعب السوري، وإن شاء الله سنصل مع روسيا والدول المعنية إلى حلول مناسبة، ونفتح طريق الديموقراطية أمام الحل في سورية ويختار الشعب السوري النظام الذي يرغب به. • بقاء بشار هل هو ضمن الحل في تصور تركيا أم لا؟ ••ليس لنا رأي في استمرارية بشار في مستقبل سورية أم لا، الشعب السوري هو من يقرر عما إن كان يرى أن يبقى بشار في المستقبل أم لا، هذه هي المشكلة. هذا النظام الذي أرتكب الكم الهائل من الفضائع لا يمكن أن يقبل به. • كيف تنظر أنقرة للتشكيل الموحد لفصائل المعارضة الذي سيعلن عنه في إدلب، خصوصا أن من بين تلك الفصائل فتح الشام جبهة النصرة سابقا؟ ••الهدف الأساسي أن ينتقل المواطنون الأبرياء إلى مناطق آمنة، تعرف تلك الفظائع والصور الفظيعة التي أتت من حلب همنا الأساسي الأول أن نساعد الأبرياء وننقلهم إلى المناطق الآمنة، الجيش السوري الحر هو الجهة الوحيدة التي تعترف بها تركيا وهو الأساس لدينا، والمباحثات التي قام بها الجيش الحر مع روسيا جاءت تركيا كضمان لهذه المباحثات. • سؤالي أخيرا، ماذا عن المساعي الديبلوماسية لتقريب وجهات النظر بين أنقرةوالقاهرة؟ هل هناك مساع عربية حقيقية في هذا الخصوص؟ ••تعرفون وجهة نظرنا بالنسبة للحكومة في مصر، والذي حدث في مصر أدمى قلوبنا، نحن كنا بجانب الديموقراطية واختيارات الشعب المصري في دولته وحكومته. وأعترف أننا بعيدون عن الحكومة المصرية، أما الشعب المصري فهو شقيق الشعب التركي. • أفهم من حديثكم أن الموقف التركي لم يتغير من القاهرة؟ ••نحن لدينا شروط أساسية؛ تكمن في عودة ما قامت به الحكومة من خطوات عقب أحداث 30 يونيو، وخصوصا في ما يتعلق في أحكام الإعدام الصادرة بحق السياسيين، ويجب إعادة النظر أيضا في القرارات التي اتخذت بحق السياسيين في تلك الفترة، أتمنى أن تعود مصر إلى عهدها السابق، وإذا عادت فإن تركيا سترجع علاقتها مع مصر إن شاء الله.