من طفل بدوي راعي غنم يطلب الماء والكلأ إلى رجل صانع قرار على صعيد أسواق النفط الدولية وشخصية مؤثرة في منظمة أوبك والعالم؛ ليصبح بعد ستين عاما قادرا على تحريك تلك الأسواق بتصريح واحد يصدر عنه. وجد النعيمي أن الطريق الذي بدأ موحشا وانتهى بعالم الذهب الأسود يستحق تضمينها في كتاب حمل عنوان (من البادية إلى عالم النفط) الصادر عن الدار العربية للعلوم «ناشرون». وفي 293 صفحة من القطع المتوسط يحكي النعيمي تجربة حياة صحراوية قاسية بدأت بالارتحال منذ مولده عام 1935 وتعلم فيها الصبر والكفاح من أجل البقاء. ويقول عن تلك المرحلة: «لا تزال بيوت الشعر في مخيلتي تتجاور منتصبة على الرمال، لقد عشنا حياة شبه معزولة عن المدنية والحضارة، لقد كانت كتبنا هي الشمس الحارقة والقمر المنير والنجوم المتلألئة، وكانت مدارسنا مجالس السمر حول النار، لم نأبه للفقر ولا لشظف العيش، أصابتنا أمراض كثيرة نتيجة نقص الفيتامينات في طعامنا لكني كنت محظوظا لأني شهدت بداية النهضة وتباشير الازدهار». ويشرح الكاتب تفاصيل المرحلة الأولى من التنقيب عن النفط، وفيه يروي النعيمي في صفحاته قصة رجلين كانا أسطورة الثلاثينات وهما البدوي خميس بن رمثان والأمريكي ماكس ستاينكي، اللذان شكلا بوصلة الصحراء والسهم الذي يقود إلى الثروة النفطية الهائلة.