الجيولوجيون القدامى الذين قدموا إلى المملكة للعمل في صناعة النفط كانت لهم بصمات واضحة في الاستكشافات النفطية ناهيك عن تدوين مذكراتهم التي تحكي جزءاً من مسيرة الملحمة النفطية بالمملكة ومن هؤلاء الجيولوجي ماكس ستاينكي الذي كان كبير الجيولوجيين من عام 1936-1946، فحسب معلومات شركة ارامكو السعودية فقد أتى ستاينكي إلى المملكة بعد أن أمضى 13عامًا في شركة سوكال (ستاندرد أويل كومباني أوف كاليفورنيا) متنقلاً بين ألاسكا وكولومبيا ونيو زيلندا. وقد وصفه المؤلف والاس في كتابه "الاكتشاف!" بأنه ضخم البنية، عريض الفكين، ودود، متحمس، ذائع الصيت، لا يكل، غير مكترث بالتفاصيل التي ليس لها علاقة، كما أنه لا يهدأ حتى يلبي الطلب من جميع جوانبه، وقد صنع رجالاً مثله وكسب ثقتهم. واتفق الرواد الأوائل على أن ستاينكي لقي احتراماً كبيرًا بين زملائه الأمريكيين والسعوديين على حد سواء. وقد أنشأ ستاينكي صداقة قوية مع كبير الأدلاء خميس بن رمثان رغم قلة حديثهما لركاكة لغتيهما، ولكنهما عملا جنباً إلى جنب سنوات عديدة في أيام الاستكشاف الأولى. وقد أصبح ماكس ستاينكي مشهورًا بفضل جهوده في اكتشاف بئر الدمام رقم 7التي أنتجت كميات تجارية من الزيت لأول مرة في المملكة العربية السعودية، وذلك في عام 1938ورغم عدم وجود وعود بالنجاح ومحاولات الحفر السابقة التي باءت بالفشل، استمرت الفرق في الحفر بتوجيه من ماكس ستاينكي، الذي قادهم إلى الاكتشاف الذي حول المملكة كلياً. ولذلك من غير المفاجئ أن يحصل ماكس على ميدالية سيدني باورز التذكارية في عام 1951، والتي تعد أكرم تشريف لجيولوجيي البترول. ولقد كان لمثابرة ماكس والتزامه في أرامكو مكانة خاصة في الشركة وفي التاريخ.