ذكرت صحيفة الوطن أن عددا من الجمعيات الخيرية في مختلف أنحاء البلاد تتشاور لرفع خطاب إلى وزير العمل والتنمية الاجتماعية يتضمن طلب دمج الجمعيات القريبة من بعضها (مكانيا) بعد أن بدأت هذه الجمعيات الخيرية تعاني من قلة الدعم المادي وعزوف الكثير من رجال الأعمال عن تقديم تبرعات لها. والحق أن وضع الكثير من الجمعيات الخيرية مؤسف جدا حتى حين كانت تتلقى دعما سخيا وتنهال عليها تبرعات المحسنين بعشرات الملايين، وهذا عائد إلى عدة أسباب منها انعدام الرغبة في التطور ومواكبة العصر، والاعتماد على الشكل السهل للعمل الخيري والمتمثل في تحويل مبنى الجمعية إلى مستودع لتخزين أكياس الأرز وكراتين صلصلة الطماطم التي قد تنتهي صلاحيتها قبل أن تسلم إلى المستفيدين من خدمات الجمعية. وكذلك فإن ميزان الدعم والتبرع والدعاية مقلوب حيث تهمش الجمعيات الخيرية القائمة على جهود المتطوعين (والجهد التطوعي لا يقل أهمية عن المال) بينما تحظى الجمعيات التقليدية بالدعم رغم أن العاملين فيها يتعاملون مع مهماتهم بشكل وظيفي بحت فيستفيدون من وجودهم في هذه الجمعيات دون أن يقدموا فائدة تذكر للعمل الخيري. ثم يأتي تشابه التخصصات بين كثير من الجمعيات الخيرية ليشتت الجهود والأموال ويفرق الخبرات فتكون الفائدة من هذه الجمعيات محدودة بل ضئيلة جدا وهنا تأتي أهمية الدمج وتوحيد الجهود والخبرات في الجمعيات المتشابهة في مهماتها حتى لو كانت متباعدة جغرافيا، لأن ثمة جمعيات خيرية متخصصة في مجالات حيوية مثل المجال الصحي بتنوعاته ولكنها لا تحظى بالدعم الكافي لإكمال مهمتها بسبب المزاحمة المستمرة من جمعيات الأرز والصلصلة فتفقد قدرتها على التوسع وجلب عدد أكبر من المتطوعين والمتبرعين. من هنا نعود إلى ما ذكرناه سابقا في هذا العمود أن هذه الجمعيات الخيرية تحتاج إلى (نفضة) شاملة كي تكون مواكبة لخطط التطوير والتحديث التي تستعد لها البلاد، فقد ضاعت مليارات الداعمين والمحسنين دون أن تساهم بشكل مؤثر في مساعدة المحتاجين وقد تكون هذه الفترة فرصة ذهبية للوزارة كي تعيد بناء منظومة العمل الخيري من جديد.