لم يعد الوضع يحتمل السكوت، الأندية الأخرى تراقب ما يجري في مباريات الهلال باستغراب وشكوك وريبة حقيقية، فلا تكاد تمر مباراة للزعيم دون أن يتلقى هدية تحكيمية من العيار الثمين، إما باحتساب هدف غير صحيح له، أو بإلغاء هدف صحيح في مرماه. صحيح أن الهلال ليس وحده من يستفيد من أخطاء التحكيم المحلي، وصحيح أن كل الفرق استفادت بشكل أو آخر من هذه الأخطاء، لكن الأكثر صحة هو أن الهلال هو الفريق الذي أصبحت أخطاء الحكام الصارخة ملازمة لمبارياته، منذ لقائه الأول مع حفر الباطن، وحتى اللقاء الأخير الذي جمعه مع الوحدة مساء أمس الأول مرورا بجميع مبارياته دون استثناء. ورغم أن بعض هذه الأخطاء التحكيمية الفادحة لم تكن مؤثرة في النتيجة النهائية للمبارة، إلا أن جملة من هذه الأخطاء هي من حولت النقاط الثلاث إلى رصيد الهلال، وبالنتيجة وضعته حتى الآن في صدارة الترتيب. جماهير الأندية المنافسة التي لم تعد تثق بالحكم المحلي اعتبرت أن ما يحدث في مباريات الهلال مع الفرق الأخرى يعطي صدقية وثقة لتغريدة الدكتورعبداللطيف بخاري الشهيرة ويثبتها بالأدلة والبراهين، خصوصا وهم يرون رأي العين ما يعتبرونه «الطبخة» التي شم البخاري رائحتها مبكرا. وليس جديدا القول إن استمرار مثل هذه الأخطاء التحكيمية في مباريات الهلال يعزز الاعتقاد السائد لدى شريحة واسعة من الجمهور الرياضي بغياب العدالة في الدوري السعودي، وهو الاعتقاد الذي اثبتت الأيام أنه أهم مسببات التعصب والاحتقان في الوسط الرياضي. ولم تعد كل المبررات والحجج التي يقدمها الهلاليون حول استفادة فريقهم من الحكم المحلي، وتفنيد أية شبهة تواطؤ حولها تقنع جماهير الأندية الأخرى التي أيضا لم تعد تقبل تفسيرات من نوع أن هذه الأخطاء غير مقصودة، وأنها مماثلة لما يحدث مع كل الفرق، وأن أخطاء الحكام جزء من اللعبة، وأن كل الفرق تستفيد وتتضرر منها في ذات الوقت. لقد أصبحت شريحة واسعة من جماهير الأندية الأخرى على قناعة راسخة في أن ثمة محاباة، ومجاملة من الحكام المحليين لفريق الهلال، وعزز هذه القناعة ممانعة إدارة الهلال عن طلب حكام أجانب لمبارياتها، وتفضيلها للحكم المحلي، وهذا يقود هذه الجماهير في نهاية المطاف للتشكيك في نزاهة الدوري السعودي، والترويج لاتهامات صارخة بوجود إرادة خفية بتمكين الهلال من بطولة الدوري، إلى حد أن البعض منهم ذهب بعيدا وطالب أن تقدم التبريكات للهلاليين ببطولة الدوري من الآن.