لم تتغير عادة أهالي شقراء في استقبال زوارهم، ابتسامتهم المعهودة تكشف بشاشتهم وترحيبهم وكرمهم الحاتمي وعشرتهم الطيبة. اعتاد أهالي هذه المدينة الطرفية التي تبعد 190 كيلومترا شمال غربي العاصمة الرياض على من يزورهم أن يخضع لحفاوتهم ويستجيب لضيافتهم وسط أجواء مفعمة بالمحبة لكل من يأتي إليهم. وبالأمس وهم يستمعون لسقوط خلية تحمل «شقراء» أيقنوا أن «الزبد يذهب جفاء» والخبيث يتعرى ويموت وتبقى صفحاتهم مذهبة بقصص الوفاء والإخلاص للقيادة والوطن. «لا يعرف أهالي شقراء الخونة».. هكذا يؤكد محافظ شقراء محمد الهلال، مشددا في حديثه إلى «عكاظ» أمس أن زيف من ضل الطريق تظهر رائحته النتنة ولو بعد حين، مشيدا بجهد رجال «أوفوا بما عاهدوا الله عليه» فاقتلعوا شجرة الخبث من طريق أهالي الكرم والشهامة. وواصل «تكاتف الجهود وترابط وتماسك اللحمة الوطنية الداخلية جعل تلك الخلايا الداعشية تنكشف للملأ، وأن ما يحصل لأولئك الشباب الصغار يجعلنا نستشعر مسؤوليتنا التربوية كآباء وأمهات». ولا يستغرب مدير فرع الغرفة التجارية في شقراء رائد الصعب ل «عكاظ»: تلك الإريحية التي بدت على محيا كل أهالي شقراء، فهم «معروفون بحبهم لوطنهم وولائهم لقيادتهم والتاريخ يشهد ويسجل لهم مواقف مشرفة وفاء وولاء وعطاء مع وطنهم ودولتهم وقيادتهم، كما أنهم أهل دين وصلاح على منهج وسطي معتدل لا يؤثر فيهم وجود مثل هذه الخلية النتنة بل تزيدهم تماسكاً وترابطاً وحباً لولاة أمرهم ووطنهم«. ويضيف «يجب علينا أن نشيد بجهود رجال الأمن يواجهون بكل حزم وعزم وكفاءة وشجاعة كل من يتربص بوطننا الغالي، ولهذا لم نفاجأ أن يتم القبض على عدد من أفراد الفئة الضالة، فقد تعودنا من رجال أمننا مثل هذه الإنجازات الأمنية وبهذه السرعة الفائقة، ما يؤكد كفاءتهم وجاهزيتهم في مواجهة كل ما يهدد أمن الوطن والمواطن«. وتعتبر وكيلة كلية التربية بجامعة شقراء الدكتورة منى السليم قرار إنشاء وحدة للتوعية الفكرية بالجامعة التي تتولى العمل منسقة لها وإقامة نوادٍ للأمن الفكري في كل كلية هو تأكيد مبكر لعظم المسؤولية الملقاة على عاتق المؤسسات التربوية في توعية النشء والشباب بهدف نشر الوسطية ومحاربة الغلو والتطرف وربط هذا الجيل بكتاب الله وسنة نبيه، وبتوحُّد الجهود سيتم القضاء على هذه النبتة الخبيثة وستُجتَثّ من جذورها. أما الموظف عبدالله سعد فعبر عن رضاه باجتثاث الإرهاب من بين شوارع المحافظة وقال: «حمى الله رجال أمننا».