النجاحُ الكبير هو ما كان متوقّعاً للمعرض الأول الذي نظّمته مجلة "ايت" تحت عنوان "المعرض السعوديّ للفنّ والازياء"، لكنّ النتائج تجاوزت بكثير كلّ التوقّعات لتحقّق المجلة سبقاً من خلال وضع لمساتها على أضخم حدث فنيّ تشهده مدينة الرياض لهذا العام. أوضحت ذلك مديرة العلاقات العامة بمجلة ايت سوزان سرحان أن نجاح المعرض تجلّى أولاً من خلال زيارة أكثر من 7000 سيّدة لقاعة نيارة للإحتفالات حيث أقيمت فعاليات المعرض بين يومي 11 و12 مارس الماضي، وقد عبّر الزوّار عن رضى تام تجاه المعرض وطريقة عرض مختلف الفنون. كما كان لمشاركة أكثر من 50 فنّان مُبدع الوقع الكبير في المجتمع السعوديّ خصوصاً أنّ التركيز لم يكن على الفنّانين المحترفين فقط إنما أعطيت المساحة للمواهب الشابة أيضاً لتُبرز إمكاناتها، ولم يكن إختيار المشاركين إعتباطاً حيث تمّ التركيز من قبل مجلة "ايت" على نوعية وجودة الفنون المختارة.. وكلّ النجاح الذي حصده المعرض يعود أيضاً الى الرعاية التي حصل عليها من كبرى الشركات المهتمة بالفنون وقد وصل العدد الى 22 راعي في مختلف المجالات، ما يؤكد الأهمية التي إتسم بها الحدث الفنيّ الاول الذي نظّمته مجلة "ايت". تصميم المجوهرات، الأزياء، الديكور، الرسم، التصوير، التصميم الغرافيكي، الفنّ التشكيلي... كلّها فنون جمعتها مجلة "ايت" في قاعتين رئيسيتين لشركة "نيارة" المتخصّصة بتنظيم الإحتفالات والمؤتمرات والمعارض، وفي المساحة الخاصة بالعارضين كان الزوّار يجدون في كلّ ركن أجواء فنيّة جديدة يريدون إكتشافها. وتكثر المشاركات في المعرض ولكلّ منها طابعها الخاص، لكنّ "Lam Art Gallery" كانت هي الجناح الأساسيّ لنخبة من الرسّامين الذين عرضوا أعمالهام الفنيّة والتشكيلية مثل طلال الزيد، محمد ظاظا، محمد العجلان، كورين مارتن، خالد زاهد، رياض العسكر وباسم الشرقي. وفي أجنحة أخرى كانت للفنّانات غادة يوسف، غادة المعمر، أسماد الاحمد، منيرة السلمان وعايدة الدوسري مساحة خاصة بنّ لإبراز التقدّم الذي تحقّقه المرأة السعودية على المستوى الفنيّ. كما كانت هناك مشاركات مميّزة من Bianco Designer، آك آراك، بوتيك ارتيستيك، بيت الدباج من البحرين، Fash Flare، شروق الجنيدل، The Boutique، Oriental By Hania وKids A La Mode جمعت بين لمسات التصميم التقليدية والعصرية ليكون التنوّع مُتاحاً امام الحاضرين. ولم يخلُ المعرض من مشاركة المجموعات الفنيّة الكبرى مثل Déjà Vu ومركز رافاة ومعرض Maison Bo-M الذي شارك بعرض تشكيلته الجديدة من الازياء والأكسسوارات والتصاميم الغرافيكية. كما كان لمصمّمة المجوهرات هاجر نثيان ومصمّمة الأكسسوارات أمل خورشيد عرض لافت، بالإضافة الى تصاميم الديكور الخاصة بمؤسسة أبريز وشركة Aura.
كلّ المشاركات الفنيّة تركت سحرها على الحاضرين في "المعرض السعوديّ للفنّ والأزياء"، لكنّ عرض الأزياء كان المحطّة الأروع للسيّدات اللواتي زرن المعرض، فهو قد أقيم بإستخدام تأثيرات ضوئية وسمعية لأول مرّة في عاصمة المملكة العربية السعودية. أمّا المشاركة فقد كانت لنخبة من مصمّمات الأزياء السعوديات. وإفتتاح العرض كان بتوقيع "فنون التراث" التي قدّمت مجموعة من الأزياء القديمة والحديثة، وبعد عرض تصاميم المصمّمات السعوديات خصّصت مساحة لمجموعة تان من لبنان. وقد حصلت نورة آل شيخ على درع أفضل مصمّمة أزياء في المعرض.
وإذا كان المعرض الأول لمجلة "ايت" قد حقّق كلّ هذا النجاح، فهذه ليست إلا البداية ليتمّ تطوير الحدث الفنيّ خلال السنوات المقبلة فيصبح ذات حجم أكبر ويمتدّ لأيام أكثر فيكون شبيهاً بالأسابيع الفنيّة العالمية، خصوصاً أنّ رسالة المعرض كانت إنسانية بإمتياز من خلال تقديم جزء من ريع المعرض لصالح جمعية "وحدة يدوي" وجمعية "الوفاء الخيرية".