قال شهود عيان ان آلاف السوريين طالبوا خلال جنازات محتجين من المطالبين بالديمقراطية بسقوط الرئيس السوري بشار الاسد في احدث التحركات الشعبية الغاضبة على حكمه.وعلى صعيد منفصل قال ناشطون ان محتجين خرجوا إلى الشوارع في بلدة شرقية بعد ان احرق ناشط عمره 17 عاما نفسه حتى الموت يوم الجمعة وهو حادث اعاد إلى الاذهان انتحار بائع خضروات تونسي بنفس الطريقة العام الماضي وهو الحدث الذي اشعل فتيل الاحتجاجات في العالم العربي.وقال احد شهود العيان ان المشاركين في الجنازة رددوا اثناء خروجهم من الجامع الكبير في ضاحية سقبا في دمشق "الشعب يريد اسقاط النظام."وكان هذا اشهر هتاف خلال انتفاضتي مصر وتونس اللتين نجحتا في اسقاط اثنين من اكثر الحكام العرب رسوخا في السلطة.وهون الاسد من شأن الاحتجاجات التي وصفها بأنها جزء من مؤامرة مدعومة من الخارج لنثر بذور الشقاق الطائفي في سوريا.وتنحي السلطات السورية باللائمة في معظم الاضطرابات على "مجموعات تخريبية مسلحة" يدعمها الإسلاميون وقوى خارجية وقتلت أكثر من 120 من افراد الجيش والشرطة.وقال شهود عيان اليوم الاحد ان الحضور في صلاة الجنازة في مسجد النور في مدينة حمص بوسط سوريا رددوا هتاف "ارحل ارحل" في جنازة ستة من 11 شخصا قالت جماعات حقوقية انهم قتلوا بأيدي أجهزة الامن أمس السبت.وقال احد سكان حمص "اطلاق النار تم بدم بارد. كان الناس يخرجون في هدوء من المقابر." وقال شاهد عيان في سقبا لرويترز هاتفيا ان المشاركين في الجنازة رددوا ايضا اسم "الشهيد زياد القاضي" الذي ورد انه قتل عندما اطلقت قوات الامن أعيرة نارية على مظاهرة في سقبا أمس السبت.وأضاف "كانت مظاهرة كبيرة للمطالبة بالاطاحة بالنظام مستمرة منذ بعد الظهر (امس السبت). بدا وكأن كل سكان سقبا خرجوا الي الشوارع. ودخلت قوات الامن في المساء وبدأت اطلاق النار."وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا ان لديه اسماء 863 مدنيا قتلوا برصاص قوات الامن السورية منذ اندلاع الانتفاضة قبل عشرة اسابيع.وذكر ناشط حقوقي ان محمد اكرم التومه (17 عاما) اشعل النار في نفسه في بلدة الميادين الشرقية يوم الجمعة بعد ايام من اطلاق سراحه بعد احتجازه لدى ضباط امن الدولة. وقال الناشط الذي طلب عدم الكشف عن هويته "اشعل النار في نفسه حوالي الساعة الثالثة مساء امام بناية امن الدولة بينما كانت مظاهرة تجري للمطالبة بالإفراج عن المسجونين السياسيين في البناية."واضاف "هرع المحتجون لإنقاذه لكن الوقت كان قد تأخر. توفي التومه في المستشفى يوم السبت."وقال الناشط ان احتجاجا ضخما خرج بعد جنازة التومه في الميادين يوم السبت وان احتجاجا أصغر جرى اليوم الاحد وطالب كلاهما بتنحي الاسد. وتمنع سوريا معظم وسائل الإعلام العالمية من العمل فيها منذ اندلاع الاحتجاجات وهو امر يصعب معه التحقق بشكل مستقل من أنباء العنف.ونشر ناشطون ومتظاهرون تسجيلات مصورة على مواقع المشاركة الاجتماعية على الانترنت تفيد بأن المتظاهرين العزل يتعرضون لإطلاق النار.وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء امس السبت إن مجموعات مسلحة قتلت 17 شخصا يوم الجمعة في محافظتي ادلب وحمص في الجنوب. واضافت ان وزارة الداخلية اصدرت تعليمات للشرطة "بعدم إطلاق النار حفاظا على أرواح المواطنين" والقت اللوم في العنف على مجموعات مسلحة. وتمثل الاحتجاجات تحديا كبيرا لجكم الأسد. ورد الرئيس السوري بالغاء حالة الطواريء المفروضة في البلاد منذ 48 عاما ومنح الجنسية للأكراد من غير ذوي الجنسية لكنه أرسل دباباته أيضا إلى العديد من المدن السورية لقمع الاحتجاجات.