رعى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة ، بحضور صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع اليوم اللقاء التعريفي لمشروع تطوير المركز التاريخي بينبع وربطه بالواجهة البحرية ، وذلك بمركز الملك فهد الحضاري في ينبع. وكان في استقبال سموه لدى وصوله مقر الحفل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار وعدد من المسئولين. وبدئ الحفل المعد لهذه المناسبة بتلاوة آيات من القران الكريم ، ثم ألقى خلف عاشور كلمة الأهالي ، شكر فيها سمو أمير منطقة المدينةالمنورة على جهوده المبذولة لاهالي المحافظة ، منوها باستراتيجيات تطوير السياحة في المملكة ومن بينها مدينة ينبع التاريخية. بعدها قدم المدير التنفيذي لفرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة المدينةالمنورة الدكتور يوسف المزيني عرضا عن المراحل التي قطعها المشروع في تأهيل المنطقة التاريخية الذي تعمل عليه الهيئة العامة للسياحة والآثار بالتعاون مع شركائها الهيئة الملكية للجبيل وينبع وأمارة منطقة المدينةالمنورة وأمانة المنطقة والمؤسسة العامة للموانئ والغرفة التجارية الصناعية بينبع, موضحا أن العمل على ترميم "بيت الخطيب" وتحويله إلى متحف تراثي سيتم خلال الأسبوعين المقبلين - إن شاء الله -. ثم ألقى سمو رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع كلمة أشار فيها إلى أن المسئولية الوطنية والاجتماعية تحتم عليهم المبادرة في دعم مثل هذه المشاريع وأن تتضافر جهود الجميع للمساهمة في ترجمة كل المبادرات الخيرة ، ومن أهمها المحافظة على التراث وحمايته من الاندثار. عقب ذلك ألقى سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار كلمة أكد فيها أن مشروع تطوير المركز التاريخي بمدينة ينبع يعكس توجه الدولة في الاهتمام بالتراث العمراني وإعادة تأهيله والاستفادة منه ثقافيا واقتصاديا, مشيرا إلى أهمية مواقع التراث العمراني في التعريف بالبعد الحضاري للمملكة ، وأن تتحول إلى مواقع لتجارب معاشة يستلهم منها المواطنون تاريخ بلادهم ودور مناطقهم في الملحمة الوطنية لتأسيس المملكة. وأبان سموه أن المشروع يأتي ضمن مشاريع مراكز المدن التاريخية الذي تعمل عليه الهيئة مع وزارة الشؤون البلدية والقروية وعدد من الجهات الحكومية والقطاع الخاص, مشيرا إلى أهمية هذه المواقع في ربط المواطنين ببلادهم وتاريخها, والأثر المهم لهذه المواقع في التنمية الاقتصادية التي تلامس جميع فئات المجتمع, إضافة إلى دورها الكبير في توفير فرص العمل, حيث أصبحت المواقع التراثية والسياحية مشاريع احتياج أساسية وليست ترفا. وأشار إلى المشاريع التي تقوم بها الهيئة وشركاؤها في المناطق المحاذية للبحر الأحمر استنادا لاستراتيجية التنمية السياحية في البحر الأحمر التي اقرها مجلس الوزراء في 13/6/1429ه وركزت على تطوير محور اقتصادي سياحي على طول ساحل البحر الأحمر من خلال تأسيس وجهات سياحية ساحلية مترابطة ومتكاملة بناء على المقومات السياحية الفريدة في هذه المناطق مثل الموانئ التاريخية والموجودات الثقافية والبنية التحتية والظهير الجغرافي على امتداد المناطق الساحلية. وأعرب سمو الأمير سلطان بن سلمان, عن سعادته بالاهتمام والتفاعل الذي وجده من المسئولين والأهالي ورجال الأعمال والشركات العاملة في ينبع بهذا المشروع الاقتصادي والثقافي الذي يعود بالنفع على سكان المدينة, ويعيد لينبع التاريخية رونقها وجمالها وتاريخها. وشدد سموه على أن الشباب يقرءون تاريخ بلادهم في الكتب ويعيشون واقعاً افتراضياً من خلال قنوات التواصل الاجتماعي ، ونحن نريد إخراجها من بطون الكتب من خلال تأهيل المواقع التراثية لتصبح تجربة معاشه يستشعر من خلالها الأجيال وتاريخ وحدتهم الوطنية. كما أشاد سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار بالجهود التي تبذلها بلدية ينبع في هذا المشروع والمشاريع الأخرى ذات العلاقة بالسياحة والتراث الوطني ، مثمنا إسهام الهيئة الملكية للجبيل وينبع في تأسيس صندوق دعم مشروع المركز التاريخي بينبع, ومساهمات عدد من الشركات والمؤسسات الوطنية في هذا المشروع, مشيرا إلى أهمية مشاركة المؤسسات الوطنية في المشاريع التي تعود بالنفع على المواقع التي يعملون فيها والمجتمعات المحلية المحيطة بها. وقال سموه: "ينبع التاريخية هي من أجمل المدن على ساحل البحر الأحمر، ومدينة لها أهميتها التاريخية والتراثية، والآن نعمل من جديد ونتكاتف لإنقاذ هذه التحفة التراثية لتعود إن شاء الله إلى وضعها الطبيعي من خلال استعادة هذه المباني التراثية والعمرانية الجميلة لتكون منطقة جذب سياحي، ومشروع اقتصادي للمواطنين في ينبع يتيح لهم ولأبنائهم فرص العمل والاستثمار". وأضاف سمو الأمير سلطان بن سلمان يقول " إن الهيئة ستعمل في هذا المشروع بنفس الآليات المعتمدة في تطوير القرى التراثية والتي تركز على دور المجتمعات المحلية في تأهيل وتوظيف واستدامة هذه المشاريع من خلال الجمعيات والشركات التعاونية للمساهمين والملاك حيث أثبتت تلك الآليات نجاحها وتفاعل الأهالي ورجال الأعمال معه, حيث يشعر الجميع بأنهم جزء مساهم في مشروع وطني يبرز ويحفظ تاريخ مناطقهم وإسهامات أجدادهم في مراحل تأسيس ووحدة المملكة ". وبين سموه أن صندوق دعم مشروع ينبع التاريخية جاء ليحقق النجاح في إسهام الجميع في هذا المشروع الوطني الرائد مثل ما ساهم الأهالي والشركات بمناطق أخرى في مشاريع لتأهيل المراكز التاريخية في عدد من المدن. ثم ألقى سمو الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبدالعزيز كلمة شكر فيها سمو رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع ، وسمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار ، وقال " إننا نستكمل اليوم ما تحقق في لقاءنا السابق في مدينة الرياض ، كونه يأتي استجابة لتزايد الإقبال الذي يشهده قطاع السياحة ، ومواكبة ارتفاع الطلب المحلي على السياحة الداخلية ". وأوضح سموه أن محافظة ينبع تمثل الواجهة السياحية لمنطقة المدينةالمنورة وما تحظى به على خارطة الاقتصاد الوطني والسياحة المحلية والتي تعد مرفأ مهما ووجهة سياحية باعتبارها واجهة المنطقة البحرية. ودعا سمو أمير منطقة المدينةالمنورة في ختام كلمته رجال الأعمال للمساهمة في المشاريع السياحية والآثار بالمنطقة ، مقدما شكره لجميع العاملين في المشروع لإبراز القيمة التاريخية لمدينة ينبع. حضر اللقاء الرئيس التنفيذي وكبير المدراء التنفيذيين في شركة أرامكو خالد الفالح، وأمين المدينةالمنورة المكلف المهندس صالح القاضي، ورئيس بلدية ينبع المهندس عبدالعالي الشيخ، وعدد من المسئولين ورجال الأعمال في ينبع. // انتهى //