الإصداراين يتناولان الحوار الإداري الناجح و الحوار وبناء السِّلم الاجتماعي ذات الخبر = أطلق مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني الإصدار الحادي عشر والثاني عشر، ضمن سلسلته رسائل في الحوار، وكان الإصدار الحادي عشر بعنوان: "الحوار الإداري الناجح" لمؤلفه الدكتور: عبد القادر بن عبد الحافظ الشيخلي، والإصدار الآخر بعنوان، (الحوار وبناء السِّلم الاجتماعي) للمؤلف: د. خالد بن محمد البديوي. ويعد الإصدار الحادي عشر أحد الإصدارات الفكرية التي أطلقها المركز والتي تستهدف جميع شرائح المجتمع، متضمناً ثلاثة فصول مستقلة يسبقها مبحث تمهيدي يتناول طبيعة الحوار الإداري، كما تضمن الإصدار مفهوم الحوار من حيث عناصره وجوانبه وفكره وتقنياته وأخلاقياته وفي الفصل الأول تناول أساليب الحوار الإداري . وتحدث الكاتب عبر ثلاثة مباحث رئيسية عن الحوار الشفهي والكتابي والآلي (الإلكتروني) مفهومها وتقويمها، وفي الفصل الثاني تناول الحوار بين أطراف العملية الإدارية، كما تحدث عن الحوارات التي تجري بين الموظفين الذين يرأسون إدارات متقابلة داخل المرفق العام أو في خارجه كما تناول عبر مبحثين دواعي الحوار الإداري وصوره، وتضمن الفصل الثالث الحوار بين الموظفين والجمهور، مستعرضاً عبر ثلاثة مباحث واجبات الموظف العام تجاه المراجع ومعوقات الحوار بين الإدارة والجمهور ثم خلص المؤلف إلى خاتمة تناول من خلالها نتائج الحوار الإداري والتوصيات في هذا المجال. فيما تناول الإصدار الثاني عشر (الحوار وبناء السِّلم الاجتماعي) للمؤلف: د. خالد بن محمد البديوي، مفهوم الحوار بشكله العام والخاص، وتعريف السلم الاجتماعي، وأهمية الحوار لتحقيق السلم الاجتماعي وضرورات الشريعة، وأكد الكاتب أن صناعة السلم الاجتماعي أساسها، الحوار وتحدث أيضاً عن رعاية أفكار السلم، واستثمار فرصة، وأثر العلماء ورواد الفكر في استثمار فرص السلم، وجدل المقالات الدينية وبناء السلم الاجتماعي. وركز الكاتب على دراسة الصراع الاجتماعي، موضحاً أن نظريه الصراع أو نظرية النزاع في علم الاجتماع تقول: إن المجتمعات أو التنظيمات بشكل عام تعمل من خلال صراع أعضائها ومشاركيها المستمر للحصول على منافع أكثر، وهذا ما يساهم بشكل أساسي في التغيير الاجتماعي. واستعرض الكاتب العديد من الأمثلة والمشاهد الإسلامية و التاريخية في أسلوب الجدل مستشهدا بتجربة المسلمين في الأندلس في بناء السِّلم الاجتماعي وما كان عليه الحوار من الهدوء والبعد عن التعصب، والجدل والتحاور يكون بين الأفكار وليس بين الأشخاص. وأشار الكاتب أن السلم الاجتماعي هو توافر الأمن والاستقرار والعدل، وقد بيّن الكاتب أن تجربة المسلمين في السلم الاجتماعي في الأندلس تعد من أبرز التجارب في التاريخ الإسلامي، وهو الأمر الذي دفعهم إلى تحقيق إنجازات حضارية فريدة ، مشيراً إلى أن الصراع الاجتماعي مهما تعددت أنماطه وقنواته يساهم في النهاية في تحقيق الوحدة والاتساق بين أفراد المجتمع. وفي ختام الإصدار أكد الكاتب أن القرآن يدعو إلى ترسيخ قيم الحوار الراقي، ويرتقي بالمتحاورين، ويرسخ السلم الاجتماعي ويؤكده، كما أن أصحاب الفكر والثقافة عليهم واجب استغلال الفرص لتعزيز الأفكار التي تساهم في صناعة السلم الاجتماعي .