صوت مجلس الامن الدولي الثلاثاء على مشروع قرار غربي يدين القمع الدامي للحركة الاحتجاجية في سورية، فيما تشهد عدد من المناطق السورية احتجاجات وانباء عن سقوط ضحايا في حملة القمع الحكومي لها. واعلن دبلوماسيون الاثنين ان الدول الغربية ستبذل جهودها للعمل على اصدار قرار الثلاثاء في مجلس الامن الدولي بهدف ادانة قمع النظام السوري على رغم التهديد باستخدام روسيا حق النقض (الفيتو) لمنع صدور القرار. وفي اخر مشروع قرار، فضلت بريطانيا وفرنسا والمانيا والبرتغال الاشارة الى "اجراءات هادفة" بدلا من "عقوبات" وذلك بهدف التوصل الى موافقة الدول الاخرى الاعضاء في مجلس الامن الدولي. وكانت مسودة سابقة للقرار هددت صراحة بفرض عقوبات ما لم تستجب دمشق للمطالب الدولية بوقف استخدام القوة ضد المطالبين بالديمقراطية. الا ان النسخة المخففة التي تعرض للتصويت الثلاثاء استبدلت العقوبات باجراءات، اذ هددت روسيا، العضو الدئم في مجلس الامن التابع للامم المتحدة، باستخدام الفيتو ضد اي مشروع قرار ينص على عقوبات. ومنذ بداية حركة الاحتجاج على نظام الرئيس السوري بشار الاسد في مارس/اذار ترفض روسيا ودول اخرى ادانة هذا القمع الذي اوقع 2700 قتيل على الاقل حسب تقديرات الاممالمتحدة. وحسب ما نقلته وكالات الانباء فان مشروع القرار الاوروبي "يدين بشدة مواصلة الانتهاكات الخطيرة والمنهجية لحقوق الانسان من جانب السلطات السورية" ويطلب وضع حد فوري "لكل اعمال العنف". وينص مشروع القرار ايضا على اتخاذ "اجراءات هادفة" اذا لم يمتثل النظام السوري لهذه الدعوة من الان وحتى 30 يوما. حمص وفي سورية، استمرت المظاهرات والاحتجاجات في انحاء مختلفة من البلاد خاصة في حمص. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان الناشط الشيوعي مصطفى أحمد علي البالغ من العمر 52 عاماً اغتيل مساء الاثنين برصاص مجهولين في حي جب الجندلي في حمص. كما قتل طفل في المنطقة ذاتها لدى إطلاق الرصاص على السيارة التي كانت تقله مع والده الذي أصيب بجراح. ونقلت الأجهزة الامنية الى المستشفى العسكري بحمص جثماني مواطنين أحدهما استشهد تحت التعذيب كان قيد الاعتقال منذ 21/9/2011، وقتل الآخر على حاجز أمني في البياضة قبل ثلاثة ايام، حسب المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له. وذكر المرصد ايضا انه عثر في حي القرابيص على جثماني مواطنين مقتولين بالرصاص، وقتل اخران باطلاق رصاص على سيارتهما قرب مدينة القصير. كما اعلن المرصد، حسب ما نقلته وكالة الانباء الفرنسية، ان القوات السورية تنفذ منذ منتصف ليل الاحد/الاثنين عمليات امنية واسعة النطاق في مدينتي دوما بريف دمشق ودير الزور شرقي البلاد تتخللها مداهمات واطلاق نار كثيف، ما اسفر عن سقوط "عدد من الجرحى". كما اعلنت لجان التنسيق المحلية ان دبابات الجيش السوري اقتحمت مدينة سراقب في محافظة ادلب "وسط اطلاق نار كثيف". معارضو الخارج اما في لندن فاصدرت منظمة العفو الدولية الاثنين تقريرا يوثق ما وصفته بانه "قيام السلطات السورية بحملة مضايقات منهجية ضد نشطاء المعارضة في الخارج". وذكر التقرير ان نشطاء في بريطانيا اتهموا العاملين في السفارة السورية هددوهم، كما ابلغوا المنظمة ان ذويهم في سورية تعرضوا للمضايقات انتقاما. ويذكر تقرير منظمة العفو الدولية حالات ككاثلة من بلدان اخرى. ونفى السفير السوري في لندن ان يكون فريق سفارته مسؤولا عن اي مضايقات.